- وكفاه شر المستهزئين به والساخرين في قديم الزمان وحديثه؛ «فإنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله ﷺ وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قِتْلَة»(٢)، قال سُبْحَانَهُ: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر: ٩٤ - ٩٥](٣).
- وكفاه من دبر وبيت معصيته، ومن أراد خداعه والمكر به، قال تَعَالَى: ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾ [النساء: ٨١](٤)، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: ٦٢]، قال ابن كثير ﵀:«صَالِحْهُمْ وتوكل على الله، فإن الله كافيك وناصرك، ولو كانوا يريدون بالصلح خديعة ليتقووا ويستعدوا، ﴿فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ﴾ أي: كافيك وحده»(٥)، (٦).
- وكفاهم الشياطين وشرهم، قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾ [الإسراء: ٦٥]، وعن أنس ﵁: أن النبي ﷺ، قال: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلى اللهِ،
(١) ينظر: تفسير الطبري (٣/ ١١٦)، وتفسير السعدي (ص: ٦٨). (٢) تفسير السعدي (ص: ٤٣٥). (٣) ينظر: تفسير الطبري (١٧/ ١٥٣)، وتفسير السعدي (ص: ٤٣٥). (٤) ينظر: تفسير السعدي (ص: ١٨٩). (٥) تفسير ابن كثير (٤/ ٨٤). (٦) ينظر: تفسير الطبري (١٤/ ٤٤)، تفسير السعدي (ص: ٣٢٥).