إن محبة المسلم لأخيه المسلم في الله، ثمرة لصدق الإيمان وحسن الخلق، وهي سياج واق يحفظ الله بها قلب العبد، ويشد فيها الإيمان حتى لا يتفلت أو يضعف، وورد في ذلك شواهد كثيرة، منها:
قال رسول الله ﷺ:«قَالَ اللهُ ﷿: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، واِلْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، واِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ»(١).
روى أبي هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ:«أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي، قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا عَلَيْهِ؟ قالَ: لَا؛ غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ في اللهِ تَعَالَى، قَالَ: إِنِّي رَسُولُ اللهِ إَلَيْكَ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ»(٢).
(١) اخرجه ابن حبان، رقم الحديث: (٥٧٥)، حكم الألباني: صحيح، التعليقات الحسان، رقم الحديث: (٥٧٤). (٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٥٦٧) (المدرجة) بفتح الميم والراء: هي الطريق، وقوله: (تَرُبُّهَا): أي: تقوم بها وتسعى في صلاحها. (٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٢١).