وجه الدلالة: أن أبا هريرة ﵁ كان جنبًا وهو حدث أكبر، وقال له النبي ﷺ:«إِنَّ المُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ»، ولو كان المحدث نجسًا لما حمل النبي ﷺ أمامة بنت زينب وهو يصلي، ومعلوم أن أمامة كانت جارية وهي على حدث؛ ففي الصحيحين من حديث أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ: كَانَ يُصلي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ(٣).
وروى مسلم عن عَائِشَةَ ﵄، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ، قَالَ لَهَا:«نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ المسجدِ»، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ:«إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدَيْكِ»(٤)، أي: لا ينجس من الحائض إلا موضع الأذى.
(١) انظر «شرح النووي» لمسلم (٣/ ٢٦٧). (٢) البخاري (٢٨٥)، ومسلم (٣٧١). (٣) البخاري (٥١٦)، ومسلم (٥٤٣). (٤) مسلم (٢٩٨).