فذكر ذلك - صلى الله عليه وسلم - في معرض إمتنان الله -تعالى-[عليه](١) ولا يبقى زيادة الامتنان ببعثته إلى غيرهم. وفي صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:"وبعثت إلى كل أحمر وأسود"(٢) وفي الأحمر والأسود ثلاثة أقوال:
أحدها: أن المراد بالأحمر البيض من العجم وغيرهم، وبالأسود العرب لغلبة السمرة فيهم، وغيرهم من السودان.
ثانيها: أن المراد بالأسود السودان، وبالأحمر من عداهم من العرب وغيرهم.
ثالثها: أن الأحمر الانس، والأسود الجن.
الثالثة عشرة: المراد بالقوم هنا الرجال والنساء وإن كان أصل القوم [جماعة](٣) الرجال دون النساء، كما أسلفناه في الحديث الأول من هذا الباب.
الرابعة عشرة: في الحديث (٤) جواز ذكر ما امتن الله به على [عبده](٥) وخصه به وعدم كتمانه. قال -تعالى-: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)} (٦).
(١) في ن ب (غيره). (٢) مسلم (٥٢١). (٣) في ن ب (لجماعة). (٤) في الأصل (ذكر). (٥) في ن ب (عباده). (٦) سورة الضحى: آية ١١.