قال الخطابي (١): وأصله من السن وهو إمرار الشيء الذي فيه حروشه على شيء آخر، [ومنه](٢) المسن: الذي يستحد عليه الحديد ونحوه، يريد أنه كان يدلك به أسنانه، وكان سواكه - صلى الله عليه وسلم - تارة من أراك وتارة جريدة النخل، وفي البخاري (٣) في هذا الحديث أن هذا السواك كان من جريد رطبة، وفي صحيح الحاكم (٤) أنه كان من أراك رطب، ثم قال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وقال ابن دحية في كتابه مرج البحرين (٥): أنه كان من عسيب النخل فيما رواه أبو القاسم بن الحسين (٦).
قلت: وهو الجريد ما لم ينبت عليه خوص كما سلف في الباب قبله، قال: والعرب تستاك بالعسيب، قال: وكان أحب السواك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرع الأراك، واحدها صريع وهو قضيب ينطوي من الأراك حتى يبلغ التراب فيبقى في ظلها [فهو](٧) ألين من
(١) معالم السنن (١/ ٣٩). (٢) في ن ب (ومثله). (٣) الفتح (٤٤٥١). (٤) في ن ج (الحكم). انظر: المستدرك (٤/ ٦). (٥) هو عمر بن حسن بن علي الملقب بالجميل -بتشديد الياء المفتوحة- انظر: تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٢٠، ١٤٢٢). (٦) هو أبو القاسم علي بن الحسين المعروف بابن عساكر. انظر: تذكرة الحفاظ (٤/ ١٣٢٨، ١٣٣٤). (٧) في ن ب (وهو).