الأولى: عِظم الذنوب وانقسامها في ذلك إلى كبير وأكبر، ويلزم منه انقسامها [إلى كبائر وصغائر](١)، فإن أفعل التفضيل يدل على وجود مفضول غالبًا، ويدل عليه أيضًا قوله تعالى:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ}(٢)[الآية](٣)، وقال الشيخ تقي الدين (٤) وفي الاستدلال [به](٥) على ذلك نظر، لأن من قال "كل ذنب كبيرة"[فالذنوب والكبائر](٦) عنده [سواء، دال](٧) على شيء واحد، فيصير كأنه قيل: ألا أنبئكم بأكبر [(٨)] الذنوب. وعن ابن عباس (٩) رضي الله عنهما أن كل ما نهى [الله](١٠) فهو كبيرة. وظاهر القرآن والحديث. بخلافه، ولعله أخذ "الكبيرة" باعتبار الوضع اللغوي، ونظر إلى عظيم المخالفة [للأجر](١١) والنهي وسمى كل ذنب كبيرة، وبهذا المذهب أخذ الأستاذ أبو إسحق الإِسفرائيني، وقال: الذنوب
(١) في ن هـ تقديم وتأخير. (٢) سورة النساء: آية ٣١. (٣) في ن هـ ساقطة. (٤) حكام الأحكام (٤/ ٤٣٨). (٥) في المرجع السابق بهذا الحديث. (٦) بين ن هـ والأصل تقديم وتأخير. (٧) في إحكام الأحكام (متواردان). (٨) في الأصل زيادة (الكبائر)، وهي غير موجودة في ن هـ والمرجع السابق. (٩) في المرجع السابق وعن بعض السلف. (١٠) في المرجع السابق زيادة عزَّ وجلّ عنه. (١١) في ن هـ ساقطة، وموجودة في الأصل والمرجع السابق.