في [الصحبة](١) وهو أخص من الصاحب، واختلفوا أيضًا: هل الخلة أرفع درجة من المحبة (٢)، أو عكسه، أو هما سواء، على أقوال، واختلفوا أيضًا في اشتقاقه على أقوال:
أحدها: أنه من الخَلة بفتح الخاء وهي الحاجة.
ثانيها: من الخُلة بضمها وهي تخلل المودة في القلب فلا يدع ليه خلا إلَّا ملا به، قاله ثعلب.
ثالثها: من الخلة وهي نبت يستحليه الإِبل ومن أمثالهم، الخلة خُبْز الإِبل والحَمْض فاكهتها، وقال القاضي عياض: الخلة عبارة عن صفاء المودة، قال الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح مني ... وبذا سمي الخليل خليلا
[فذا ما نطقت كنت حديثي ... وإذا ما سكت كنت العليلا](٣)
وقال الزجاج: معنى الخليل: الذي ليس في محبته خلل.
[وقيل](٤): معناه الذي يُوالي فيه ويُعادي.
(١) في ن ب (في المحبة). (٢) قال ابن القيم: وأما ما يظنه من أن المحبة أكمل من الخلة وأن إبراهيم خليل الله، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - حبيب الله، فمن جهلهم، فإن المحبة عامة والخلة خاصة، وهي نهاية المحبة. قال: وقد أخبر النبى - صلى الله عليه وسلم - أن الله قد اتخذه خليلًا ونفى أن يكون له خليل غير ربه، مع إخباره بحبه لعائشة ولأبيها ولعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-. وأيضًا فإن الله يحب الصابرين والتوابين والمتطهرين، وخلته خاصة بالخليلين. (٣) زيادة من ن ب. (٤) الكلمة في الأصل مبتورة.