وقال الترمذي الحكيم: والاستياك باليسار إلَّا من علة من [فعل](١) الشيطان، قال: وقد روي مرفوعًا "الشيطان [يأكل بيساره](٢) ويشرب بيساره ويعمل الأعمال بيساره فاجتنبوا الأعمال بها إلَّا من علة".
قلت: ولأن في السواك تعبدًا حيث أُمر به، ولا إزالة، فهو من باب التكريم فيُفعل باليمين كالأكل والشرب، فإن قلت: كان
ينبغي التفصيل [بين](٣) حالة التغيير فيكون باليسار وبين عدمها فيكون باليمين.
قلت: إطلاق الرواية السالفة التي قدمنا ترد هذا التفصيل.
فرع: يستحب البداءة أيضًا بالجانب الأيمن من الفم بالسواك.
الثامن: قولها: "وفي شأنه كله" هذا عام في كل شيء، لكن
(١) في ن ج ساقطة. (٢) في ن ب ساقطة. وقد ورد في ذلك حديثٌ من رواية أبي هريرة ولفظه: "ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعطي بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطى بشماله، ويأخذ بشماله". أخرجه أحمد (٢/ ٣٢٥، ٣٤٩) وعنده من لفظ آخر (٥/ ٣١١) (٤/ ٣٨٣)، وابن ماجه (٢/ ٣٠٣)، وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات. وعن ابن عمر مرفوعًا عند مسلم وأبي داود وأحمد (٢/ ٨، ٣٣، ٨٠، ١٠٦، ١٢٨، ١٣٥)، والدارمي (٢/ ٩٦)، وفي الموطأ، ومن حديث جابر عند مسلم وابن ماجة وأحمد (٢/ ٣٣٤، ٣٨٧). (٣) في الأصل (من).