وقوله:"لهن" يريد الأماكن المذكورة، وإن كان المراد أهلها فهو من واوي قوله تعالى:{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}(١) وكان الأصل أن يقول: هن لهم لأن المراد الأهل وقد جاء ذلك في بعض روايات البخاري ومسلم وكذا رواه أبو داود وغيره.
قال القاضي (٢): وهو الوجه لأنه ضمير أهل هذه المواضع المذكورة وكذا ذكره مسلم في رواية ابن أبي شيبة قال: ووجه الرواية المشهورة [أن الضمير في "لهن" عائد على الأماكن المذكورة أي المواقيت لأهلها] (٣) فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه [قلنا هذه القاعدة من النفائس](٤).
الخامس:"هن" ضمير جماعة المؤنث العاقل في الأصل وقد يعاد على ما لا يعقل وأكثر ما يستعمله العرب فيما دون العشرة وما جاوزها استعملته بالهاء والألف قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}(٥) أي من الاثني ثم قال: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أي في هذه الأربعة وقيل: في الجميع حكاه القاضي وهو شاذ.
(١) سورة يوسف: آية ٨٢. (٢) إكمال إكمال المعلم (٣/ ٢٩٨). (٣) في ن هـ ساقطة. انظر: شرح مسلم (٩/ ٨٣)، وذكره في إكمال إكمال المعلم (٣/ ٢٩٨). (٤) زيادة من ن هـ. (٥) سورة التوبة: آية ٣٦.