لأن مثنى أخصر؛ لأنه مفرد، وإن [كان](١) للمبالغة فلا يبقى ما ذكرنا من أنه معدول عن المكرر.
الرابع: قوله: "وهو على المنبر" مقتضاه جواز كلام الإِمام وهو على المنبر شرع في الخطبة وإن لم يشرع، وأن السائل عن العلم والحالة هذه غير لاغ.
الخامس: فيه الاعتناء بقيام الليل والمحافظة عليه وعظم ثوابه، وقد صح في ذلك عدة أحاديث.
السادس: قوله - عليه الصلاة والسلام -: (مثنى مثنى) تمسك به مالك -رحمه الله- في أنه لا يزاد في صلاة النفل على ركعتين سواء كان بالليل أو بالنهار، وبه قال الشافعي وأحمد، ومسلم أبو حنيفة في صلاة الليل. وقال في نفل النهار: رباع من حيث أن صلاة النهار، وهي الظهر والعصر رباعيتان، فنفله كفرضه، وأما الليل فصلاته فرضًا ثلاثية ورباعية. وقد نص الشارع على أن نفله مثنى فلا يتعدى.
وأجاب الأولون والجمهور: بأنه صح في رواية أخرى من حديث ابن عمر أيضًا: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى" رواه [أصحاب السنن الأربعة (٢) وصححه
(١) في ن ب ساقطة. (٢) أبو داود (١٢٩٥) في الصلاة، باب: في صلاة النهار، والترمذي (٥٩٧) في الصلاة، باب: ما جاء أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، والنسائي (٣/ ٢٢٧) في قيام الليل، باب: كيف صلاة الليل، وابن ماجه (١٣٢٢) في إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة الليل والنهار مثنى مثنى.