المتعاطي بمخالفة إمامه ومسابقته في أفعاله: كأنه بلغ هذا المبلغ من البلادة، فناسب بذلك أن [يجعل](١) الله رأسه رأس حمار لشبهه به، لا سيما وقد قالوا: إن العقوبة تكون من جنس الجناية والذنب: كقوله - عليه الصلاة والسلام -: (من تحلم كاذبًا ألزم أن يكلف عقد شعيرتين وليس بعاقد)(٢)، وكقوله في المصور:(كلف أن ينفخ فيه الروح، وليس بنافخ)(٣)، وفي الحديث الآخر:(أحيوا ما خلقتم)(٤).
قلت: وجاء في صحيح ابن حبان في هذا الحديث (أن يحول الله رأسه: رأس كلب)(٥) فيتأمل لهذه الرواية مناسبة [أخرى](٦)، وروى ابن جُمَيعْ (٧) في حديث أبي هريرة أيضًا (أنه يحول الله رأسه: رأس شيطان).
(١) في ب (يحول). (٢) البخاري (٢٢٢٥)، ومسلم (٢١٠٧)، والنسائي (٨/ ٢١٤، ٢١٦)، والبغوي (٣٢١٥)، والبيهقي (٧/ ٢٦٧). (٣) متفق عليه. راجع ما قبله من رواية ابن عباس. (٤) متفق عليه. راجع ما قبله. (٥) ابن حبان (٢٢٨٣)، ذكر ابن حجر في الفتح بلفظ: "ويقوى حمله على ظاهره" أن في رواية ابن حبان من وجه آخر عن محمد بن زياد (٢/ ١٨٤). (٦) في ن ب ساقطة. (٧) هو الشيخ العالم الصالح أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد صاحب المعجم، ولد في سنة خمس وثلاثمائة، وقيل: في سنة ست. توفي في رجب سنة اثنتين وأربعمائة. وعاش ستًا وتسعين سنة. اهـ. سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٥٢). وانظر: مكان وجود النسخ الخطية لمعجمه "تاريخ التراث العربي"، لسزكين (١/ ٣٦٦).