وَهْمٌ" (١)، وكذا قال المُنذِرِيُّ: إنَّ الموقوفَ أَشبَهُ (٢).
٢٨٧ - حديث: "البُتَيْراء".
عبدُ الحقِّ في "الأحكامِ" (٣) من جِهَةِ ابنِ عبدِ البرِّ (٤) بسَنَدِه إلى أبي سعيدٍ الخدرِيِّ: "أنِّ النبيَّ ﷺ نهى عن البُتَيراءِ؛ أن يُصليَ الرجلُ واحِدةً يُوتِرُ بها".
وفيه عُثمانُ بنِ محمدِ بنِ رَبيعةَ (٥)، قال: "والغالِبُ على حديثِه الوَهمُ" (٦).
وللبيهقيِّ في "المعرفةِ" (٧) في حديثٍ مِن جهةِ أبي منصورٍ مَولى سعدِ بنِ أبي وقاصٍ (٨) قال: سألتُ ابنَ عُمرَ عن وِترِ الليلِ، فقال: "يا بُنَيَّ، هل تَعرِفُ وِترَ النهارِ؟ "، قلتُ: نعم، هو المغربُ، قال: "صدقتَ، ووِترُ الليلِ واحِدةٌ، بذلكَ أمرَ رسولُ اللهِ ﷺ"، قلتُ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، إنَّ الناسَ يَقُولونَ: هي
= النخعي، وأن ابن المصفى سوَّى الإسناد؛ فقد أخرجه ابن عدي -كما سبق (٣/ ٢٤٨) - بإسنادٍ صحيحٍ عن يحيى العطار أنه قال: حدثنا سليمان بن عمرو عن المختار به مرفوعًا، وعليه فإن الحديث يرجع إلى رواية سليمان بن عمرو النخعي، وقد تقدم أنه كذاب. والله أعلم. (١) "السنن الكبرى" (٤/ ١٨٩). (٢) "الترغيب والترهيب" (٢/ ١١). (٣) "الأحكام الوسطى" (٢/ ٥٠). (٤) "التمهيد" (١٣/ ٢٥٤) من طريقِ عثمانَ بنِ محمد بن ربيعةَ عن عبد العزيزِ بنِ محمدٍ الدَّراوَرديِّ عن عمروِ بنِ يحيى عن أبيه عن أبي سعيدٍ ﵁ به. وإسناده ضعيف: محمد بن عثمان بن ربيعة ضعيف كما أشار إليه المصنف. وعبد العزيز الدراوردي سيء الحفظ، تقدمت ترجمته. (٥) ابن أبي عبد الرحمن المدني. ضعَّفَهُ الدَّارَقُطنيُّ. انظر: "لسان الميزان" (٥/ ٤٠٨). (٦) نسبَ هذا القولَ لعبد الحقِّ الإشبيلي الذهبيُّ في "الميزان" (٣/ ٥٣)، وتبعه الحافظ في "اللسان" (٥/ ٤٠٨)، لكن ذكر ابنُ عبد البرِّ في "التمهيد" (١٣/ ٢٥٤) أن القائل هو العقيلي، ولم أقف على ترجمةٍ لمحمد بن عثمان في "الضعفاء الكبير" له. فالله أعلم. (٧) "معرفة السنن والآثار" (٤/ ٥٧) رقم (١٤٦٣). (٨) لم أقف له على ترجمة. قال ابن التركماني: "وأبو منصور لم أعرف حاله ولا اسمه". "الجوهر النقي بحاشية السنن الكبرى" (٣/ ٢٧).