أحمد في "مسنده" من طريق أبن إسحاق؛ حدثني سعد بن طارق، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه، سمعت رسول الله ﷺ يقول لرسولَي (١) مسيلمة: "لولا أن الرسل لا تُقتل لضربت أعناقكما"(٢).
وكذا أخرجه أبو داود في الجهاد من "سننه"(٣) من طريق ابن (٤) إسحاق، ولفظه: سمعت رسول الله ﷺ يقول لهما -حين قرأ كتاب مسيلمة-: "ما تقولان أنتما؟ " قالا: نقول كما قال، قال:"أما والله! لولا أن الرسل لا تقتل لَضربت أعناقكما".
وهو عند البيهمي (٥) أيضًا، وأوله: سمعته حين جاءه رسولَا مسيلمة الكذاب بكتابه، ورسول الله ﷺ يقول لهما:"وأنتما تقولان مثل ما يقول؟ "، فقالا له: نعم؛ وذكره.
وصححه الحاكم على شرط مسلم (٦).
وله عند أبي داود -ومن طريقه البيهقي، مما هو عند أحمد وصححه ابن حبان- طريقٌ آخرُ؛ من جهة أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مُضَرِّب، أنه أتى ابنَ مسعود، فقال: ما بيني وبين أحد من العرب حِنَةٌ (٧)، وإني مررت
(١) في (ز): "لرسول" على الإفراد. (٢) المسند (٢٥/ ٣٦٦)، رقم (١٥٩٨٩)، وهذا إسناد صحيح. (٣) السنن (٢٧٦١)، وصححه الألباني. (٤) في (ز): "أبي"، وهو سهو. (٥) السنن الكبرى (٩/ ٢١١). (٦) المستدرك (٢/ ١٤٤، ٣/ ٥٢، ٢٧٠)، ولم يتعقبه الذهبي، وفي "العلل الكبير" للترمذي [ترتيبه (ح ٧١٥)]: "سألت البخاري عنه، فقال: "قد رواه ابن أبي زائدة أيضًا عن سعد بن طارق"، ورآه حديثًا حسنًا". (٧) قال الخليل في "العين" (٣/ ٣٠٥): "الإِحْنَةُ: الحِقْدُ في الصَّدْر، وربَّما قالوا حِنَة"، =