رسول الله ﷺ إذا سَمِعَ المُؤذِّنَ يقول: حيَّ على الفلاح قال: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ المُفْلِحِين".
وأبو جَزْءٍ: متروكٌ عندهم (١).
والراوي عنه -وهو أبو قتادةَ عبدُ الله بن واقِدٍ الحرَّانيُّ-، قال البخاريُّ: تركوه (٢).
وقد أخرَجَ أحمدُ (٣)، والطبرانيُّ (٤) مِنْ روايةِ حمادِ بن سَلَمَةَ، عن عاصِمٍ بهذا الإسنادِ: أنه قال كما قال المُؤذِّن إلى قولِهِ: "أشهدُ أنَّ محمدًا رسولَ الله".
وزاد الطبراني (٥) مِنْ روايةِ أبانَ العطار، عن عاصِمٍ:"ثم صَمَتَ".
فظَهَرَ بذلك أنَّ الذي زادَه نَصْرٌ لم يُتابَعْ عليه.
أحمدُ في مسنَدِهِ (٦) عن أبي عامِرٍ العَقَدي، عن الزُّبَير بن عبدِ الله (٧)، عن
(١) نصر بن طريف أبو جزء القصاب، قال البخاري: سكتوا عنه ذاهب. "التاريخ الكبير" (٨/ ١٠٥ رقم ٢٣٥٥)، وقال يحيى بن معين: من المعروفين بالكذب وبوضع الحديث، وقال ابن عدي: الغالب على رواياته أنه يروي ما ليس محفوظًا، وينفرد عن الثقات بمناكير، وهو بيِّن الضعف وقد أجمعوا على ضعفه. "الكامل" (٧/ ٣١ - ٣٥). (٢) "التاريخ الكبير" (٥/ ٢١٩). وقد تقدمت ترجمته في الحديث (٣٩)، والإسناد ضعيفٌ جدًّا. (٣) "مسند أحمد" (٢٨/ ١٢٣ - ١٢٤ رقم ١٦٩٢٤) من طريق حماد به. (٤) "المعجم الكبير" (١٩/ ٣٣٥ رقم ٧٧٠) من طريق حماد بن سلمة به. وإسنادهما حسن من أجل عاصم بن بَهْدلة. (٥) "المعجم الكبير" (١٩/ ٣٣٥ رقم ٧٧١) من طريق أبان بن يزيد، عن عاصم به. (٦) "مسند أحمد" (١٧/ ٢٧ رقم ١٠٩٩٦) حدثنا أبو عامر به. وهذه الرواية خطأ كما سيأتي، وقد قال الهيثمي: رواه أحمد والبزار، وإسناد البزار متصل ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحمد، إلا أن في نسختي من المسند: عن رُبَيح ابن أبي سعيد، عن أبيه، وهو في البزار عن أبيه، عن جده. "المجمع" (١٠/ ١٩٥). (٧) الزبير بن عبد الله بن أبي خالد القرشي الأموي، قال أبو حاتم: صالح الحديث. "الجرح والتعديل" (٣/ ٥٨٢)، وقال ابن معين: يكتب حديثه، وقال ابن عدي -بعد أن ساق له عددًا من المناكير-: أحاديث زبير هذا منكرة المتن والإسناد، لا تروى إلا من هذا الوجه. "الكامل" (٣/ ٢٢٧).