كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الهمزة - ١٠٤ - حديث: استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود. - ج: 1 - ص: 362

ومِنْ حديثِ إسماعيلَ بن عياشٍ، عن إسحاقَ بن عبد الله بن أبي فَرْوَةَ أنه قال: "القائلةُ مِنْ عَمَلِ أهلِ الخيرِ، وهي مُجِمَّةٌ (١) للفؤادِ، مَقْواةٌ على قيامِ الليل" (٢).

ومِنْ حديثِ الفَيضِ بن إسحاقَ (٣): سَمِعْتُ الفَضلَ بن الحسنِ (٤)، ومرَّ بقومٍ في السُّوقِ، فرأى منهم ما رأى فقال: أما يَقِيلُ هؤلاء؟ قالوا: لا. قال: إني لأرى ليلهم ليلَ سَوْء (٥).

ومِنْ جهةِ عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن خَوَّاتِ بن جُبَير (٦) أنه قال: "نومُ أولِ النَّهارِ حُمْقٌ، ووَسَطُهُ خُلُقٌ، وآخِرُه خُرْقٌ" (٧)

١٠٤ - حديث: "استَعِينوا على إنجاحِ حوائِجِكم بالكِتْمانِ؛ فإنَّ كلَّ ذِي نِعمةٍ مَحْسودٌ".

الطبرانيُّ في مَعاجمه الثلاثة (٨)، وعنه وعن غيرِه أبو نُعيم في

---

(١) مَجَمَّة -بفتح الجيم والميم الثقيلة- أي: مكان الاستراحة، وبضم الميم؛ أي: مريحة. "فتح الباري" (٩/ ٥٥٠).
(٢) "مختصر قيام الليل" للمقريزي (باب الاستعانة بقائلة النهار على قيام الليل ص ١٠٤).
(٣) الفيض بن إسحاق أبو يزيد الرقي خادم الفضيل بن عياض، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ١٢) وقال: كان ممن يخطئ.
(٤) كذا في جميع النسخ المعتمدة، وفي "مختصر قيام الليل": (مرَّ الحسن بقومٍ … ) هكذا من غير إسناد.
والفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري المدني، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ٢٩٦)، وقال العجلي: تابعي ثقة. "معرفة الثقات" (٢/ ٢٠٥ رقم ١٤٧٩).
(٥) "مختصر قيام الليل" (باب الاستعانة بقائلة النهار على قيام الليل ص ١٠٤).
(٦) خوَّات بن جبير بن النعمان بن أمية الأنصاري أبو عبد الله، وأبو صالح، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين. "الإصابة" (٣/ ٣٢٢ - ٣٢٣).
(٧) "مختصر قيام الليل" (باب الاستعانة بقائلة النهار على قيام الليل ص ١٠٤).
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦/ ٤٠٥ رقم ٤٤٠٧، ٤٤٠٨) عن خوَّات موقوفًا.
وقال ابن حجر: وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه من حديث خوَّات بن جبير ﵁ فذكره موقوفًا، وقال الحافظ: وسنده صحيح. "فتح الباري" (١١/ ٧٠).
وكتب في هامش الأصل و"ز" عن كلمة (خُرْق): يعني جنون.
(٨) "المعجم الكبير" (٢٠/ ٩٤ رقم ١٨٣)، و"المعجم الأوسط" (٣/ ٥٥ رقم ٢٤٥٥)، =