يقال حين يُرى الهلال بمكان دون آخر إذا اختلفت المطالع، وهو شيء ما علمتُه (٣)، ولكنْ حديثُ مُسلمٍ عن كُريب (٤): "تراءَينا الهلال بالشام ليلة الجمعة ثم قدمتُ المدينة فقالَ ابن عباس: متى رأيتم الهلال؟ قلت: ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ قلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلتُ: أولا نكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله"(٥)، شاهد للحكم.
١٣٥٦ - حديث:"يُطبع المؤمن على كل خَلَّة، غير الخيانة والكذب".
(تقدم)(٦) في: "الكذب مجانب للإيمان"(٧).
١٣٥٧ - حديث:"يَعجَب ربُّك من شابٍّ ليست له صَبْوة"(٨).
(١) زيادة من (ز). (٢) انظر: الحديث رقم (١٣٦٣). (٣) قال في "الأسرار" (ص ٣٧٨): "يعني: في الحديث، وإلا ففي الفقه معروف، وبالاختلاف موصوف". وقال الغزي في "الجد الحثيث" (ص ٢٦٥): "ومثل هذا لا يعذر الناس فيه؛ فإن الكذب على النبي ﷺ عظيم، وهذه قصة ما وقعت أصلًا، فضلًا عن ثبوتها". اهـ. (٤) كُريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم، المدني، أبو رشدين، مولى ابن عباس: ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان وتسعين. ع. "التقريب" (ص ٣٩٧). (٥) انظر: "صحيح مسلم"، الصيام، باب: بيان أن لكل بلد رؤيتهم، وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم، رقم (١٠٨٧) عن كريب نحوه. (٦) زيادة من (ز). (٧) انظر: الحديث رقم (٨٠٥). والحديثان قد ذكرهما المؤلف تحت حديث: "المؤمن إذا قال صَدَق، وإذا قيل له صَدَّق" من حرف الميم، وقد خرجتُهما هناك. وللمزيد راجع "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني رقم (٣٢١٥). (٨) "الصَّبْوَة" ميل إلى الهوى، يعني: لا يميل إلى الهوى بحسن اعتياده للخير وقوة عزيمته =