وعن بعضهم بلفظ:"للدين"(١)، بدل:"للمرء"، وأنشد البيهقي في الحادي والسبعين من الشعب لأبي عصمة محمد بن أحمد السختياني (٢):
محمد (٣) خير بني آدم … وما على أحمد إلا البلاغ
الناس مغبونون في نعمة (٤) … صحة أبدانهم والفراغ (٥)
قال العسكري: وسمعت أبا بكر ابن دُريد (٦) يقول: "إنَّ أفضلَ النعم: العافيةُ والكفايةُ؛ لأن الإنسان لا يكون فارغًا حتى يكون مَكْفِيًّا، والعافية هي الصحة، ومن عوفي وكفي فقد عظمت عليه النعمة".
ومن كلمات بعض الصوفية:"سيروا إلى الله عُرْجًا ومكاسير (٧)، ولا تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة"(٨).
(١) في (ز): "مفسدة للدين". (٢) لم أقف على ترجمته. (٣) كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع من "الشعب": "أنبأنا" وهو أوضح معنى. (٤) في المطبوع من "الشعب": "نِعمتَي" بالتثنية. (٥) انظر: "شعب الإيمان" (١٢/ ٤٧٨). (٦) أبو بكر، محمد بن الحسن بن دُريد الأزدي اللغوي، ولد بالبصرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، يقال إنه أشعر العلماء وأعلم الشعراء. انظر: "معجم الشعراء" للمرزباني (ص ٤٦١ - ٤٦٢)، و"بغية الوعاة" (١/ ٧٦). (٧) "العُرْج" جمع أعرج، و"المَكاسير" جمع مكسور. انظر: "التاج" (٦/ ٩٤ و ١٤/ ٤٢ - ٤٣). (٨) هو: من كلام أبي عبد الله القرشي الهاشمي الأندلسي الصوفي، كما في "وفيات الأعيان" (٤/ ٣٠٦) و"نفح الطيب" (٢/ ٥٧). و"البطالة": اتباع اللهو والجهالة "التاج" (٢٨/ ٩١). (٩) "الإِدَام" بالكسر والأُدْمُ بالضم، هو ما يؤكل بالخُبز، أيَّ شيء كان "اللسان" (ص ٤٥). (١٠) "الصحيح"، الأشربة، باب: فضيلة الخل والتأدم به، رقم (٢٠٥٢) عن جابر نحوه مرفوعًا. (١١) زيادة من (م)، ولم أقف عليه.