كالحرام، وإذا لم يذم فكيف يؤدَّب؟! فتأمله (١). انتهى.
وكل هذا بناءًا على وروده فضلًا عن ثبوته، ولم أقف عليه، وأظنه مدرجاً، فأوله وارد دونه. والله أعلم.
٦٦٦ - حديث:"طلب الاستقادة من النبي ﷺ-".
أبو داود والنسائي عن أبي سعيد: بينما رسول الله ﷺ يقسم قسمًا أقبل رجل، فأكب عليه، فطعنه بعرجون فجرحه، فقال رسول الله ﷺ:"تعال فاستقد"، فقال: بل عفوت، يا رسول الله! (٢).
وللبيهقي في -الجنايات- من "سننه" من جهة مالك، عن أبي النضر وغيره، أنهم أخبروه: أن رسول الله ﷺ رأى رجلًا متخلقًا (٣)، فطعنه بقدح كان في يده، ثم قال:"ألم أنهكم عن مثل هذا؟ "، فقال الرجل: يا رسول الله! إن الله قد بعثك بالحق، وإنك قد عقرتني! فألقى إليه القدح، وقال:"استقد"، فقال الرجل: إنك طعنتني وليس عليَّ ثوب، وعليك قميص؛ فكشف له رسول الله ﷺ عن بطنه، فأكب عليه الرجل
(١) لم أقف على شرح الفاكهاني هذا، وهو من مطبوعات جامعة الزيتونة بتونس. (٢) أخرجه ابن وهب في "الجامع" (٢/ ٣٠٤)، رقم (٥٢٥)، ومن طريقه أبو داود (٤٥٣٦)، والنسائي (٤٧٧٣)، وأحمد (١٧/ ٣٢٧ - ٣٢٨)، رقم (١١٢٢٩)، وابن حبان (١٤/ ٣٤٦)، رقم (٦٤٣٤)، والبيهقي (٨/ ٤٣، ٤٨) وأبو طاهر في "المخلصيات" (٣/ ٤١٦ - ٤١٧)، رقم (٢٨٢٩)، وهو للنسائي (٤٧٧٤) من وجه آخر أيضًا، كلاهما من طريق عبيدة بن مسافع عن أبي سعيد الخدري ﵁ به. وعبيدة بن مسافع الديلي المديني: قال ابن المديني: "مجهول، ولا أدري سمع من أبي سعيد أم لا"، وقال ابن حجر: "مقبول، من الرابعة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٥/ ١٤٥، ٧)، رقم (١٦٣) -في موضعين باختلاف شيخيه والراويين عنه، مما يدل على ضعف معرفته به- وحسن ابن أبي عاصم إسناد حديثه. انظر: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (٥/ ٢٦٤١)، رقم (٦٣٤١)، "تهذيب الكمال" (١٩/ ٢٦٩)، رقم (٣٧٥٧)، "تهذيب التهذيب" (٧/ ٧٩)، رقم (١٨٦)، "التقريب" (٤٤١٣)، وغيرها. ومن أجل هذا حكم الألباني بضعف الحديث، وحسنه محققو "المسند" لشواهده. (٣) في (ز): "متلحفًا"، وما أثبت من الأصل وغيره هو الصواب.