وعنده أيضًا من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: كان أسيد بن حضير (٤) رجلًا ضاحكًا مليحًا، فبينا هو عند رسول الله ﷺ يحدث القوم ويضحكهم، فطعن رسول الله ﷺ بأصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني، قال:"فاقتص"، قال: يا رسول الله! إن عليك قميصًا ولم يكن علي قميص، قال: فرفع رسول الله ﷺ قميصه، قال: فاحتضنه، ثم جعل يقبل كشحه، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله! أردت هذا (٥). وقال الذهبي: إسناده قوي (٦).
وروى ابن إسحاق، عن حَبَّان بن واسع، عن أشياخ من قومه، أن رسول الله ﷺ عدل الصفوف يوم بدر وفي يده قدح، فمر بسواد بن غزية (٧)،
(١) أخرجه ابن وهب في "الجامع" (٣/ ٣٠٣ - ٣٠٤)، رقم (٥٢٤) -ومن طريقه البيهقي (٨/ ٨٧) - عن مالك به. (٢) وكذا قال البيهقي، ويعنيان بالانقطاع الإرسال، فإن أبا النضر وغيره تابعيون. (٣) أخرجه البيهقي (٨/ ٨٧)، وعن الكديمي رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (١/ ٢٩٧)، رقم (٣٦٠) من حديث الحسن البصري عن سواد بن عمرو ﵁. والكديمي متهم، وبه أعله الذهبي في "المهذب" (٦/ ٣١٣٧)، رقم (١٢٤٤٦)، وهنا تفرد بذكر سماع الحسن البصري للحديث عن سواد بن عمرو ﵁، وليس بينهما سماع ولا لقاء، وإنما يروى هذا الحديث عن الحسن ﵁ مرسلًا، وسيأتي الكلام عليه عند ذكر المؤلف له آخر الحديث. (٤) في (أ): "حظير"، بالظاء المعجمة أخت الطاء، وليس بصواب. (٥) أخرجه البيهقي (٧/ ١٠٢)، (٨/ ٤٩)، وكذا أبو داود (٥٢٢٤) -وعنه ابن الأعرابي في جزء "القبل والمعانقة" (٢٣) - والطبراني في "الكبير" (١/ ٢٠٥ - ٢٠٦)، رقم (٥٥٦ - ٥٥٧)، والحاكم (٣/ ٢٨٨)، والضياء (٤/ ٢٧٦)، رقم (١٤٧١)، وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني، وإسناده على شرط الشيخين. (٦) "المهذب في اختصار السنن الكبير" (٦/ ٣١٣٧)، رقم (١٢٤٤٧). (٧) هو: سواد -ويقال: سوادة- بن غزية بن وهب ﵁، حليف بني النجار، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان عامل النبي ﷺ على خيبر، ولا رواية له، كما قال ابن أبي حاتم. انظر: "الجرح والتعديل" (٤/ ٣٠٣)، رقم (١٣١٥)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (٣/ ١٤٠٤)، "الإصابة" (٤/ ٥٢٦ - ٥٢٩).