وبعد: فهذا كتابٌ رَغِبَ إليَّ فيه بعضُ الأئمةِ الأنجاب، أُبيِّنُ فيه بالعَزْوِ والحُكمِ المُعتَبَر، ما على الألسنةِ اشتَهَر، مما يُظنُّ إجمالًا أَنه مِنَ الخَبَر، ولا يَهتَدِي لمَعرِفَتِهِ إلا جَهابِذَةُ الأثَر، وقد لا يكون فيه شيءٌ مرفوع، وإنما هو في المَوقوف أو المَقطوع، وربما لم أقفْ له على أصلٍ أصلا، فلا أبُتُّ بفَصْلٍ فيه قولا، غيرَ مُلْتَزمٍ في ذلك الاستيفاء، ولا مُقْدِمٍ على تنقيصٍ لمُتقدِّمٍ أو جَفَاء، وإنْ لم يَسْلَمْ كلامُهُ مِنْ خَلَل، ولا تكلَّمَ بما يتَّضحُ به زَوَال العِلَل، تأدُّبًا مع
(١) في "ز" بدل هذه الجملة: ربِّ يسِّر يا كريم. (٢) مُحْرز مِنْ: أحْرَزَ الشَّيءَ فهو مُحْرَز وحَرِيزٌ: حازَه والحِرْزُ: ما حِيزَ مِنْ مَوضعٍ أو غيرِه أو لُجِئَ إِليه. "لسان العرب" (٥/ ٣٣٣ مادة حرز).