وقد روى الخطابي في "العزلة" من جهة ابن أبي قماش (١) عن ابن عائشة (٢) قال: "ما أمر الله عباده بما أمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، فإما إلى غلو، وإما إلى تقصير، فبأيهما ظفر قنع"(٣).
وعن علي بن عثام (٤) قال: "كلا طرفي القصد مذموم"(٥).
ولبعض الشعراء (٦):
فسامح (٧) ولا تستوف حقك كله … وأبق فلم يستوف قط كريم
ولا تَعْدُ (٨) في شيء من الأمر واقتصد … كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وقد أفردت في هذا الحديث جزءًا (٩).
١٠٥٤ - حديث:"من آذى ذميًا فأنا خصمه".
أبو داود (١٠) من حديث ابن وهب عن أبي صخر المدني (١١) عن
(١) هو: محمد بن عيسى بن السكن أبو بكر الواسطي، يعرف بـ "ابن أبي قُمَاش" قدم بغداد وحدث بها وكان ثقة. قاله الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد" (٢/ ٤٠٠). وانظر: فتح الباب في الكنى و"الألقاب" لابن منده (ص ١١٣). (٢) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (٨٠٨). (٣) "العزلة" (ص ٢٣٧) قال الخطابي: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري قال: حدثنا ابن أبي قماش عن ابن عائشة قال: … فذكره. (٤) تقدم عند حديث رقم (٦٧٧). (٥) المصدر السابق. رواه عنه الخطابي بسنده. (٦) وقع في "العزلة" (ص ٢٣٧): وأنشدنا أبو سليمان؛ أي: الخطابي فذكر البيتين على أنهما من شعره بعد قول علي بن عثام. وقد نسب البيتين للخطابي ياقوت في "معجم الأدباء" (٢/ ٤٨٦). (٧) كذا في الأصل وأما في "العزلة" (تسامح) وهو الموافق أيضًا لما في معجم الأدباء (٢/ ٤٩٠). (٨) كذا في النسخ ووقع في "العزلة" (ص ٢٣٧): "ولا تغل" وكذا من نسب البيتين للخطابي كياقوت الحموي. (٩) وهو مطبوع ضمن "الأجوبة المرضية" (١/ ١٠). (١٠) في "سننه"، كتاب الخراج والفيء والإمارة، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا في التجارة (ص ٥٤٨)، (ح ٣٠٥٢) قال: حدثنا سليمان بداود المهري عن ابن وهب به. بغير هذا اللفظ كما سيذكره المؤلف. (١١) حميد بن زياد، أبو صخر بن أبي المخارق، الخرّاط، صاحب العباء، مدني سكن =