ويُروى من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ بنِ خُثَيمٍ (٢) عن أبي الزبيرِ عن جابرٍ قال: لما رَجعَتْ مُهاجِرَةُ الحبشَةِ إلى رسولِ اللهِ ﷺ قال لهم: "ألا تحدِّثوني بأعاجيبِ ما رأيتُم بأرضِ الحبشةِ؟ "، فقال فتيةٌ منهم: بلى يا رسولَ اللهِ، بينا نحنُ جلوسٌ مرَّت بنا عجوزٌ من عجائِزِ رَهابِينِهم تحمِلُ على رأسِها قُلَّةَ ماءٍ،
= أخرج حديثه ابن الجعد في "مسنده" (٤٣٣) رقم (٢٩٤٩)، ومن طريقه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (١/ ٦٣٦) رقم (٨٥٣)، وهو أيضًا عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الإيمان والرؤيا، باب) (١٥/ ٦٢٥) رقم (٣١٠٦٧)، وأحمد في "مسنده" (٣٦/ ٦٤٩) رقم (٢٢٣١٢)، والترمذي في "الجامع" (البر والصلة، باب ما جاء في العي) رقم (٢٠٢٧) وحسنه، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١/ ٤٣٧) رقم (٤٤٦)، والحاكم في "المستدرك" (الإيمان) (١/ ٥١) رقم (١٧)؛ كلهم من طرق عن محمدِ بنِ مطرِّفٍ عن حسانَ بنِ عطيةَ عن أبي أمامةَ الباهليِّ ﵁ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "الحياءُ والعيُّ شعبتانِ من الإيمانِ". ورجاله رجال الشيخين، إلا أن فيه انقطاعًا بين حسان بن عطية وأبي أمامة ﵁؛ فقد جزم المزي بعدم سماعه منه. انظر: "تحفة الأشراف" (٤/ ١٦٢)، و"تحفة التحصيل" (٦٦). * وفي الباب أيضًا عن ابن مسعود وابن عباس وعائشة ﵃، وغيرهم. انظر: "الأزهار المتناثرة" (٧) رقم (٧)، "نظم المتناثر" (٤٢) رقم (١٢)، و"كنز العمال" (٣/ ١١٩ - ١٢٣). (١) هذا الخبر في الأصل مثَلٌ، ولفظُه: "حين تقلين تدرين". وأصلُه أن رجلًا دخلَ إلى مُومِسٍ وتمتَّع بها، وأعطاها جُعلَها، وسرقَ مِقْلىً لها، فلمَّا أرادَ الانصرافَ قالت له: قد غَبنتُكَ؛ لأني كنتُ إلى ذلك العملِ أحوجَ منكَ، وأخذتُ دراهمَكَ، فقال لها: "حينَ تقلينَ تدرينَ". يُضرَبُ للمغبونِ يظنُّ أن الغابِنَ غيرُهُ. انظر: "مجمع الأمثال" (١/ ٢٠٤)، "الكشكول" (٢/ ٣٠١)، و"إتقان ما يحسُن" (١٨٣). (٢) عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ بنِ خُثَيمٍ -بالمعجَمَةِ والمثلَّثةِ، مصغَّرًا- القاريُّ المكيُّ، أبو عثمانَ، صدوقٌ، من الخامسةِ، مات سنةَ اثنتينِ وثلاثينَ. خت م ٤. "التقريب" (٣١٣).