قل للفرزدق والسفاهة كاسمها … إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
ودع المدينة إنها محذورة … والْحَقْ بمكّة أو ببيت المقدس
وقيل: المراد بالمقدسة: المباركة، وإليه ذهب ابن الأعرابي، ومنه قيل للراهب مقدس، ومنه قول امرئ القيس (١):
فأدركنه (٢) يأخذن بالشوق والنسا … كما شبرق الولدان ثوب المقدس
وصبيان النصارى يتبركون به ويَتَمسَّحُونَ بِمُسحه الذي هو لابِسُه، وأخذ خيوطه عنه حتى يتمزق عنه ثوبه.
سميت المدينة النبوية مقدّسة لطهارتها عن الخبائث، وبعدها عن أقذار الأحداث وآفات الحوادث. أو لأنها يُتطهر بها من أرجاس الذنوب والآثام، يُقتثمُ (٣) بها أدناس المعاصي والإجرام أحسن اقتثام [و] استئصال.
ولأنها مباركة في كل شأنِها الحقير والجليل، قد بَرَّكَ عليها الحبيب أضعاف ما بَرَّكَ على مكة الخليل.
المُوَفّيَةُ: من التوفية، ويجوز تخفيفها لأن التوفية والإبقاء بمعنى واحد.
يقال وَفَّى فلان حقه يُوَفِّيه، وأوفاه حقه إيفاء، ووافاه موافاة إذا أعطاه وافيًا كاملًا تامًّا لم ينقص منه شيء (٤). قال تعالى:{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ}(٥)