للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فأثْبَتَ مكان العذراء الهدراء بالهاء (١)، فلا تَغْتَرَّ بِها فإنَّها زلَّةُ ناسِخٍ، أو عَثرةُ راسِخٍ، وبالله التوفيق.

وأمَّا قول الراعي:

وكَمْ مِنْ قَتِيلٍ يَوْمَ عَذْرَاءَ لَمْ يَكنْ … لصاحِبِهِ في أوَّلِ الدَّهْرِ قالِيا (٢)

فإنَّما أَرادَ العَذْراء التي بِغُوطَةِ دِمَشْق على مَقْرُبَةٍ من راهط التي كانَتْ فيه الوقْعَةُ بَيْنَ الزُّبَيْرِيَّةِ والمَرْوَانِيَّةِ (٣).

وأمَّا العَرَّاء فَهِيَ بِمَعْنَى العَذْراء. قال أَئِمَّةُ اللُّغَةِ: العَرَّاء: الجارِيَةُ العَذْراء (٤). شُبِّهَت بالنَّاقَةِ العَرَّاء، وهي النَّاقَةُ التي لا سَنَامَ لها، أو صِغَرُ سَنَامها في صِغَرِ نَهْدِها أو عدم ثديها (٥).

العَرُوضُ: مِثْلُ صَبُورٍ: المَدِينَةُ. وقِيلَ: المَدِينَةُ وما حولها عَرُوضُ. وقيل: مَكَّةُ والطَّائِفُ وما حَوْلها عَرُوضُ. وقيل: مَكَّةُ واليَمَنُ عَرُوضُ.

وقال الخَارْزَنْجِي (٦):


(١) نقله ابن زبالة عن إبراهيم بن يحيى أنه من جملة أسمائها في التوراة. تحفة الراكع والساجد للجراعي ص ١٥١. وابن زبالة متهم بالكذب.
(٢) ديوانه ص ٢٨٧.
(٣) معجم البلدان ٤/ ٩١، وانظر عن موقعة مرج راهط. تاريخ الطبري ٥/ ٥٣٥.
(٤) تهذيب اللغة ١/ ١٠٣.
(٥) زاد السمهودي: فيجوز أن تكون تسمية المدينة بذلك لعدم ارتفاع أبنيتها في السماء. وفاء الوفا ١/ ١٨.
(٦) الخَارْزَنْجِي - بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعد الألف وفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الجيم - هذه النسبة إلى خَارْزَنْج، وهي قرية بنواحي نيسابور من عمل بُشْت - بالشين، والعجم يقولون: خارزنك - بالكاف. خرج منهم جماعة من أهل العلم والأدب، منهم: أحمد بن محمد إمام أهل الأدب بخراسان في عصره، ولما دخل بغداد تعجب أهلها من تقدمه في معرفة اللغة، وهو صاحب كتاب التكملة في اللغة، كمّل به كتاب العين المنسوب =