فإنَّما أَرادَ العَذْراء التي بِغُوطَةِ دِمَشْق على مَقْرُبَةٍ من راهط التي كانَتْ فيه الوقْعَةُ بَيْنَ الزُّبَيْرِيَّةِ والمَرْوَانِيَّةِ (٣).
وأمَّا العَرَّاء فَهِيَ بِمَعْنَى العَذْراء. قال أَئِمَّةُ اللُّغَةِ: العَرَّاء: الجارِيَةُ العَذْراء (٤). شُبِّهَت بالنَّاقَةِ العَرَّاء، وهي النَّاقَةُ التي لا سَنَامَ لها، أو صِغَرُ سَنَامها في صِغَرِ نَهْدِها أو عدم ثديها (٥).
العَرُوضُ: مِثْلُ صَبُورٍ: المَدِينَةُ. وقِيلَ: المَدِينَةُ وما حولها عَرُوضُ. وقيل: مَكَّةُ والطَّائِفُ وما حَوْلها عَرُوضُ. وقيل: مَكَّةُ واليَمَنُ عَرُوضُ.
وقال الخَارْزَنْجِي (٦):
(١) نقله ابن زبالة عن إبراهيم بن يحيى أنه من جملة أسمائها في التوراة. تحفة الراكع والساجد للجراعي ص ١٥١. وابن زبالة متهم بالكذب. (٢) ديوانه ص ٢٨٧. (٣) معجم البلدان ٤/ ٩١، وانظر عن موقعة مرج راهط. تاريخ الطبري ٥/ ٥٣٥. (٤) تهذيب اللغة ١/ ١٠٣. (٥) زاد السمهودي: فيجوز أن تكون تسمية المدينة بذلك لعدم ارتفاع أبنيتها في السماء. وفاء الوفا ١/ ١٨. (٦) الخَارْزَنْجِي - بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعد الألف وفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الجيم - هذه النسبة إلى خَارْزَنْج، وهي قرية بنواحي نيسابور من عمل بُشْت - بالشين، والعجم يقولون: خارزنك - بالكاف. خرج منهم جماعة من أهل العلم والأدب، منهم: أحمد بن محمد إمام أهل الأدب بخراسان في عصره، ولما دخل بغداد تعجب أهلها من تقدمه في معرفة اللغة، وهو صاحب كتاب التكملة في اللغة، كمّل به كتاب العين المنسوب =