للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الأخْيارِ، ومن علاه مِنْ المعالى أعلى قُبَّة، وآتاه في الأعالي أقوى مُنَّة، وأبقاهُ مِنَ الأعادي بأوفى جُنَّة (١)، بيَّضَ بنور السُّنَّةِ سُنَّتَه (٢)، وآواهُ دارَ السُّنَّة.

دارُ النَّبيِّ تُسَامي العَرْش مِقْدَارا … دارٌ حَوَتْ كلَّ خيرٍ في الورى دارا

دارٌ لها من قَدِيمِ الدَّهْرِ دائِرَةٌ … على السَّلاطِينِ من كِسْرى ومَنْ دارا

دار لها شرفٌ بادٍ على شُرَفٍ … تعلو على قبَّةِ الأفلاكِ أقْدَارا

دار بِها السُّنَّةُ الغرَّاء مَوْرِدُها … صافي المَشَارِبِ ما شَابَ أكدارا

دار النُّبوَّةِ دارُ المُصْطَفَى ولها … دار القُرآن سَمَّى أَكْرِمْ بِها دارا

وأمَّا أَرْضُ الهِجْرَةِ فقَدْ سَمَّاها بِهِ رسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ رواهُ الطبراني في مُعْجَمَهِ الأوْسَطِ والصغِيرِ عن أبي هُرَيرَة رضي اللّه عَنْهُ يَرْفَعُهُ: "المدينَةُ قُبَّةُ الإسلامِ ودارُ الإيمان، وأرْضُ الهِجْرَةِ وَمَثوَى الحلالِ والحَرام" (٣). وقد نذكرُ سنده في باب القاف إن شاء اللّه تعالى (٤).

الشَّافِيَةُ: مِنْ شَفَاهُ يَشْفِيهِ شِفاءً، إذا أبْرَأهُ، أَوْ طَلَبَ لَهُ الشِّفاء، سُمِّيَتْ بها لِقَوْلِ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "ترابها شفاءٌ منْ كُلِّ داءٍ. وذكر الجُذَامَ والبرَص" (٥).


(١) الجُنَّة: السِّتر. القاموس (جنن) ص ١١٨٧.
(٢) السُّنة: الوجه. القاموس (سنن) ص ١٢٠٧.
(٣) رواه الطبراني في الأوسط رقم: ٥٦١٨، عن عيسى بن مينا، ثنا عبد الله بن نافع، عن أبي المثنى القارى، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعًا.
إسناده ضعيف، فيه: أبو المثنى، سليمان بن يزيد، ضعيف. التقريب رقم: ٨٣٤٠.
وانظر علله في سلسلة الأحاديث الضعيفة ٢/ ١٨٣، رقم: ٧٦١.
(٤) زاد السمهودي مما أوله حرف الذال: ذات الحجر، ذات الحرار، ذات النخل.
ومما أوله حرف السين: سيدة البلدان، السلقة، قال: وهو محتمل بفتح اللام وكسرها، والسَّلق بالتحريك: القاع الصَّفْصفُ. والمسلاق: الخطيب البليغ. فتسميتها بذلك لاتساعها وبعدها عن جبالها، أو للأوائها، أو لشدة حرها وما كان بها من الحُمَّى الشديدة، أو لأن الله سلط أهلها على سائر البلاد فافتتحوها. وفاء الوفا ١/ ١٥ - ١٦.
(٥) "والذي نفسي بيده، إن تربتها لمؤمنة، وإنها لشفاء من الجذام". رواه الزبير بن بكار، عن =