وَأَنْشَدَ بَعْضُ العَرَبِ قَصِيدةً لِبَعْضِ فصحائهم فأنْشَدَهُ أبياتًا ثم قال له:
لا تُبْرِزْ كَلِمَتَك لا تَأْكُلْها هذه الأبياتِ.
فَمُقْتَضَى الأمْرِ الإلهي:"يا مسكينَةُ ارفعي أجاجيرك (١) على أجاجير القرى"(٢)، فتَسَلَّطت المدينةُ على جميع الأمْصَارِ واسْتَوْلَتْ، وارْتَفَعَتْ على بُلْدانِ الأقْطارِ قَدْرًا واسْتَعْلَت، وقَهَرَ مَدَرُها كل بَلَدٍ ودان، وسَنَحَتْ على سائر بلادِ العالم … (٣) والأرْدان، فَسُمِّيَتْ لذلك أكَّالَةَ البُلدَانِ.
الإيمانُ: ذكروهُ في أَسْماءِ المدينة مُحْتَجِّينَ بقوله تعالى، في الثَّنَاءِ على الأنْصار:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}(٤) قال الزُّبَيْرُ: حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن طلحة عن عثمان بن عبد الرحمن قال: "سمَّى الله عزَّ وَجل المدينة الدَّار والإيمان". وَأَسْنَدَ عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال:"سَمَّى اللّه تعالى المدينة الدار والإيمان"(٥).
= للممزَّق العبدي، وهو من قصيدة له في (الأصمعيات) ص ١٦٤ - ١٦٦، واسم الممزق شأس بن نهار بن الأسود، وسمي بهذا الاسم لقوله هذا البيت. راجع ألقاب الشعراء ٢/ ٣١٦، ضمن نوادر المخطوطات. (١) الأجاجير: السطوح. ابن شبة ١/ ١٦٣. (٢) جزء من أثر عن كعب الحبر: رواه ابن شبة ١/ ١٦٣، من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن كعب. في سنده: الدراوردي: صدوق، كان يحدث من كتب غيره فيخطئ. التقريب ٣٥٨ رقم: ٤١١٩. ورواه ابن النجار في الدرة الثمينة ص ٢٧، والمطري في التعريف ص ١٦، والسمهودي في وفاء الوفا ١/ ٢٣. كلهم من طريق ابن زبالة. وابن زبالة: كذبوه. (٣) كلمة غير واضحة. (٤) سورة (الحشر) آية رقم: ٩. (٥) رواهما ابن زبالة، بسنده، عن عثمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن جعفر، موقوفًا كما في وفاء=