العبادةُ والصَّلاح، وطريقتُه التَّوجُّه إلى الله بالغُدوِّ والرَّواح، والإِمساءِ والإصباح، مع الكراهة في اليمين والأمر (١)، والنَّزاهة عن القبض على الجمر، من تنكيدٍ أو تشويشٍ على زيد وعمرو.
غيرُ راغبٍ في الدُّنيا ولا طالب، وهو مع الله بالقلب وإنَّما مع النَّاس بالقَالَب.
يجلس في النَّادي، ويجتمع عنده الحاضرُ والبادي، ولا يخوضُ معهم فيما خاضوا، ولا يُفيض /٥٠٤ فيما استفاضوا، من أحاديثِ الحوادث وفيه أفاضوا.
أخذ الصَّمتَ والسُّكون عادة، وشغَل قلبَه بِما يُصلح به مُتَقَلَّبَه ومَعاده، شِيمتُه الخشيةُ من الله، وعَزْمٌ في العبادة جادٌّ غيرُ لاهٍ، مع مُراعاةِ النَّظر في مصالح الرَّعية، وتدبير المُلك بِما جُبِلَ عليه من الغريزة الأَلْمعية (٢).
وأكرهُ شيءٍ إليه مُخالطةُ الأمور الدُّنيوية، وأحبُّ شيءٍ إليه الزُّهد في هذه الدُّنيا الدَّنية، يسلكُ مِنْ لَوَاحبِ (٣) العدل والبُعدِ (٤) لَهِمَّاً (٥) مُوضحاً، وأعدَّ من بأسهِ لمفارِقِ فَرْقِ الطُّغيان مِدْعَسَاً (٦) مُرْضِحاً (٧)، وإذا صلَّى الصُّبح جلس في مُصلاَّهُ لا يتكلَّم حتى يُصلِّيَ الضُّحى.
فانصلح بصلاحه جميعُ ذوي قرابته، وتعجَّبَ الكافَّة من عجيب أمرهِ