دارعاً (١)، كم صرع بسطوته ضَيْغماً (٢) مصارعاً، وكم قرع بِخطوته يَلَنْدَدا (٣) مُقارعا، شَكساً ضَرِساً (٤) مُذْرِباً (٥) مِرْمَرِيسا (٦)، شُطَسِياً (٧) ضِبِّيساً (٨) مُحترباً عِتْريساً (٩)، ولي المدينة الشَّريفة عن ماتع بن علي بحكم انفصاله، وأخذ الملك في حَجر إحسانه، بعد اسْتِتْمَام حمله وفِصاله، وذلك بعد أنْ علا ماتِعٌ على المجاورين بِجَوْره، وعدا في الطُّغيان حدَّه وطَوْرَه، واحتملوا ذلك مِراراً عِدَّة، وطالت بذلك المدَّة، فاتَّصلت الأخبار بأرباب الدَّولة، واطَّلعت علومهم بمالَه على أهل المدينة من صولةٍ بعدَ صولة، فأرسلوا إلى الأمير عزِّ الدِّين جمَّاز، لعلمهم بأنه انفرد باستحقاق الملك وامتاز، وولَّوه إِمْرة المدينة، وراعوا في ذلك حَسَبَه ودينه، فوصل المدينة في سنة تسع وخمسين
مستصحباً للتَّقليد والخِلعة، وقُرئ تقليدُه وصعِد مصحوباً بالسَّعد صَهْوة القلعة، وكانت حُرمته وافرة، وأظفاره بقلع الأعادي ظافرة، والمخالفون من سطوة بأسه نَافِرة، فهابت لهيبته الباديةُ والحاضرة، وخشعت لجلالته القلُوب العاقلة والعيون النَّاظرة، فلمَّا استقرَّ الملك تضاعف منه الجبروت، وترادف في النُّفوس منه الرَّهبوت، وأمضى أحكامه في اشتدادٍ زائد، وأجرى أوامره ونواهيه في الأقارب والأباعد.