عُمارة (١)، وبلال ابني يحيى بن بلال بن الحارث، عن أبيهما [عن جدهما](٢) بلال بن الحارث المُزَني: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه هذه القطيعة، وكتب إليه ما صورتُه: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بلالَ بن الحارث، أعطاه معادن القبلية (٣)، غَوْرِيَّها وجَلْسِيَّها (٤): غشية، وذات النصب، وحيث صلح الزرع من قدس، إن كان صادقاً»، وكتب معاوية.
ويروى (٥): «وحيث يصحُّ الزرع من قُرَيس»(٦).
غَشِيَّة، بفتح الغين وكسر الشِّين المعجمتين، وفتح المُثنَّاة التَّحتية المشدَّدة: موضعٌ بناحية معدن القَبَلية، ويروى بالعين والسين المهملتين (٧)، وذات النُّصب: موضعٌ آخر، وسنذكره إن شاء الله تعالى في النون (٨).
(١) في الأصل: (عمَّار)، وهو تحريف، والتصويب من (المعجم الكبير) وكتاب (من روى عن أبيه عن جده) لابن قطلوبغا ص ١٣٩. (٢) مابين المعقوفين ساقط من الأصل. (٣) ذكر البلاذري في: أنساب الأشراف ١١/ ٣٢٦ عن أبي عكرمة مولى بلال بن الحارث المزني قال: أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً أرضاً فيها جبل ومعدن، فباع بنو بلال عمرَ بن عبدالعزيز أرضاً منها، فظهر فيها معدن، فقالوا: إنما بعناك أرض حرثٍ ولم نبعك المعادن، وجاؤوا بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم في جريدة، فقبّلها عمر ومسح بها عينيه، وقال لقيّمه: انظر ماخرج منها وماأنفقتَ فقاصّهم بالنفقة، ورُدَّ عليهم الفضل. (٤) في الأصل: (جبليها)، وهو تصحيف. وقال الخطابيُّ في معالم السنن ٣/ ٤٢: جَلْسِيَّها، يريد نجديها، ويقال لنجد: جَلْس، قال الأصمعيُّ وكلُّ مرتفع جَلْسٌ، والغَور: ما انخفض من الأرض، يريد أنه أقطعه وِهَادَها وَرُباها. (٥) عند أبي داود، في الخراج والإمارة والفيء، باب ما جاء في إقطاع الأرضين، رقم: ٣٠٥٨، ٣/ ٥٠٢ كما تقدم، لكن فيه: من قُدس. (٦) تصحفت في الأصل إلى: (قريش). (٧) أي: عَسِيَّة. وتقدمت في حرف العين. (٨) قوله: (في النون) جاءت في الأصل خطأ بعد قوله: (معدن القبلية).