ولقد عني السلف الصالح بغض البصر عناية عظيمة، ومن ذلك قولهم:«من حفظ بصره؛ أورثه الله نورًا في بصيرته»(٢)، وكان سفيان ﵀ إذا خرج في يوم العيد قال:«إن أول ما نبدأ به اليوم غض أبصارنا»(٣)، وقال ابن مسعود ﵁: «الإثم حواز القلوب (يحز في القلوب)، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع» (٤).
وكان الربيع بن خثيم يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق (أي: أمال رأسه إلى صدره) فظن النسوة أنه أعمى، وتعوذن بالله من العمى (٥).
ومن الوسائل المعينة على غض البصر:
استحضار اطلاع الله، ومراقبته، يقول تَعَالَى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: ١٩].
الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه، قال تَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠].
(١) انظر: الداء والدواء (١/ ٣٧٠ - ٣٧٦) (٢) تفسير ابن كثير (٦/ ٤٣). (٣) الورع، لابن أبي الدنيا (ص ٦٦). (٤) أخرجه هناد بن السري في الزهد (٢/ ٤٦٥). (٥) ذم الهوى، لابن الجوزي (ص ٩١).