ولنا في رسول الله ﷺ أسوة حسنة، ومن تأمل في السيرة النبوية وجدها مليئة بنماذج، يتجلى فيها عفو النبي ﷺ فيما يتعلق بحق نفسه، ولا يغضب من أجلها، ومن هذه النماذج:
عفوه ﷺ عن امرأة يهودية، تضع سمًّا في طعامه، وعندما أصيب النبي بهذا السم نهى عن قتلها، فعن أنس بن مالك ﵁:«أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا، فَقِيلَ: أَلَا نَقْتُلُهَا؟ قَالَ: لَا. فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللهِ ﷺ»(٢).
عفوه ﷺ عن قاتل عمه، عن ابن عباس ﵄، قال: «لمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ عَنْ قَتْلَى أُحُدٍ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَرَأَى مَنْظَرًا أَسَاءَهُ؛ رَأَى حَمْزَةَ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ، وَاصْطُلِمَ أَنْفُهُ، وَجُدِعَتْ أُذُنَاهُ، فَقَالَ:
(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١٥١٥٩)، وأبو يعلى، رقم الحديث: (١٧٧٨)، وابن حبان، رقم الحديث: (٢٨٨٣)، حكم الألباني: صحيح، التعليقات الحسان، رقم الحديث: (٢٨٧٢). (٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٢٦١٧).