وعن عبد الله بن مسعود ﵁، قال:«كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا»(٢).
وعن معاوية بن قرة عن أبيه ﵁، «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ وَأَنَا أَرْحَمُهَا، أَوْ قَالَ: إِنِّي أَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا. فَقَالَ: وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ»(٣).
وعن عبد الله بن عمرو ﵄، عن النبي ﷺ قال:«مَا مِنْ إِنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا، إِلَّا سَأَلَهُ اللهُ ﷿ عَنْهَا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا، وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهَا يَرْمِي بِهَا»(٤).
فانظر إلى الحبيب ﷺ، كيف رفقه بالحيوان وشفقته عليه، وكيف أنه يوصي أصحابه وأمته من بعده بأن يتقوا الله فيها، ويرأفوا بحالها!
(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (١٧٦٢٥)، وأبو داود، رقم الحديث: (٢٥٤٨)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (٢٥٤٨). (٢) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (٢٦٧٥)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن أبي داود، رقم الحديث: (٢٦٥٧). (٣) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢٠٦٩٠)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٧٣)، حكم الألباني: صحيح، السلسلة الصحيحة، رقم الحديث: (٢٦). (٤) أخرجه النسائي، رقم الحديث: (٤٣٦٠)، والدارمي، رقم الحديث: (٢٠٢١)، حكم الألباني: ضعيف، صحيح وضعيف سنن النسائي، رقم الحديث: (٤٣٤٩). واللفظ للنسائي.