ووقوعه على أكمل الوجوه يدل على حكمة فاعله وعنايته، وما فيه من الإحسان والنفع، ووصول المنافع العظيمة إلى المخلوق يدل على رحمة خالقه، وإحسانه وجوده، وما فيه من آثار الكمال يدل على أن خالقه أكمل منه، فمعطي الكمال أحق بالكمال» (١).
ومن مظاهر ودلائل عظمة الخالق الخلاق البارئ المصور سُبْحَانَهُ ما يلي:
خلق ما شاء على ما شاء من الصفات، فيزيد في خلق بعض خلقه ما يشاء من القوة، والحسن، وزيادة الأعضاء، وحسن الأصوات، ولذة النغمات ونحو ذلك (٣)، قال تَعَالَى: ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ [الروم: ٥٤]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فاطر: ١].
(١) مدارج السالكين (٣/ ٣٣٠). (٢) ينظر: تفسير ابن كثير (٧/ ٢٠٧)، وتفسير السعدي (ص ٥٧١). (٣) ينظر: تفسير السعدي (ص ٦٨٤).