قوله ﷺ:«الأَنَاةُ مِنَ الله، وَالعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ»(٢).
الرفق بمن أساء:
كان الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح يتعاملون بالرفق مع من يسيئون إليهم، يقول عبد الله بن عباس ﵄ لرجل سَبَّهُ-: «يا عكرمة، هل للرجل حاجة فنقضيها؟ فَنَكَّسَ الرجل رأسه، واستحى مما رأى من حلمه عليهِ»(٣)، وعن علي بن الحسين ﵁:«أن رجلًا سَبَّهُ فرمى إليه بخميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فقال بعضهم: جمع له خمس خصال محمودة: الحلم وإسقاط الأذى وتخليص الرجل مما يبعده عن الله ﷿، وحمله على الندم والتوبة ورجوعه إلى مدحٍ بعد الذم، اشترى جميع ذلك بشيء من الدنيا يسير»(٤).
ويدخل هنا- أيضًا- الرفق والإحسان في الدعوة إلى الله، أو التعامل مع المخالف، يقول سُبْحَانَهُ في بيان هذه العلة: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩]، ويقول تَعَالَى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
(١) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٠١٣)، والبخاري في الأدب المفرد، رقم الحديث: (٤٦٤)، حكم الألباني: صحيح، صحيح وضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٢٠١٣). (٢) أخرجه الترمذي، رقم الحديث: (٢٠١٢)، والطبراني في الكبير، رقم الحديث: (٥٧٠٢)، حكم الألباني: ضعيف، ضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٦٥). (٣) موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق، لياسر عبد الرحمن (١/ ٣٤٦). (٤) نضرة النعيم (٥/ ١٧٤٩).