وقد أثنى الله على مشيتها، فقال: ﴿تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ مشيةَ الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة، حين تلقى الرجال ﴿عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ في غير ما تَبَذُّل ولا تبَرُّجٍ، يقول السعدي ﵀:«وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن؛ فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصًا في النساء»(١)، وقد جاءته لِتُنْهِيَ إليه دعوةً في أقصَر لفظ، وأخصرِه، وأدلِّه، يحكيه القرآن بقوله: ﴿إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ [القصص: ٢٥].
- حياء المرأة التي تُصرَع:
عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس ﵄: «أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَع، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ، فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا»(٢).
حدثنا محمد، أخبرنا مخلد عن ابن جريج، أخبرني عطاء:«أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ»(٣).
(١) تفسير السعدي (ص: ٦١٤). (٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٦٥٢)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٥٧٦). (٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٥٦٥٢).