٥ - المؤمن سُبْحَانَهُ لعباده من أن يظلمهم، قال تَعَالَى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: ٤٦]، فلا يظلم أحدًا بأن ينقص من حسناته شيئًا، أو يزيد في سيئاته شيئًا، ولو كان مثقال الذر ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ [النساء: ٤٠]، بل أنه سُبْحَانَهُ حتى الكافر يثيبه على حسناته، فيعجل ثوابه في الدنيا، كما قال ﷺ:«إنَّ الله لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا»(١).
ومن تمام تأمينه لعباده من الظلم وضع الموازين يوم القيامة لتوزن بها الأعمال، قال تَعَالَى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء: ٤٧]. (٢)
يؤمنهم في الدنيا ويطمئن قلوبهم ويشرح صدورهم، ويؤمنهم عند نزول الموت بهم بما يرسل من ملائكة الرحمة تثبتهم وتبشرهم، كما قال تَعَالَى: ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت: ٣٠]، تتنزل عليهم مرة بعد أخرى مزيدًا في الأمن