قال رسول الله ﷺ:«إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا عَسَلَهُ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ:«يُوَفِّقُ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ جِيرَانُهُ «أَوْ قَالَ: مَنْ حَوْلَهُ»(١)، قال الفضيل ﵀:«وإذا أحب الله عبدًا وفقه لعمل صالح، فتقربوا إلى الله بحب المساكين»(٢)، وفي الحديث الآخر يقول ﷺ:«وَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الرِّفْقَ، مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يُحْرَمُونَ الرِّفْقَ إِلَّا حُرِمُوا»(٣).
٧ - إلقاء محبة عبده في قلوب الخلق:
كما قال الله تَعَالَى عن موسى ﵇: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [طه: ٣٩] وقال تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: ٩٦] أي: محبة في قلوب العباد، وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عبَدْاً دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قال: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قال: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ»(٤)، قال
(١) أخرجه الحاكم، رقم الحديث: (١٢٦٢). حكم الألباني: صحيح، صحيح الترغيب والترهيب، رقم الحديث: (٣٣٥٧). (٢) اعتقاد أهل السنة، للالكائي (١/ ١٤١). (٣) أخرجه الطبراني في الكبير، رقم الحديث: (٢٢٧٤)، قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله ثقات، وله في الصحيح: «مَنْ يُحْرَم الرِّفْقَ يُحْرَم الخَيْرَ». فقط، ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (٨/ ١٨). (٤) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٣٢٠٩)، ومسلم واللفظ له، رقم الحديث: (٢٦٣٧).