كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف التاء المثناة - ٣٤٠ - حديث: تسليم الغزالة. - ج: 2 - ص: 259

اشتَهَرَ على الألسِنَةَ وفي المدائِحِ النَّبَوِيَّةَ، وليسَ لهُ -كما قالَهُ ابنُ كَثيرٍ (١) - أصلٌ، ومَنْ نسَبَهُ إلى النبيِّ ﷺ فقد كَذَبَ (٢).

ولكن قد وَرَدَ الكلامُ في الجملَةِ في عِدَّةِ أحاديثَ يَتَقوَّى بعضُها ببعضٍ (٣)، أورَدَها شيخُنا في المجلسِ الحادي والسِّتِّينَ مِن "تخريجِ أحاديثِ

---

= فالتفتَ فلم يرَ أحدًا، ثم التفتَ فإذا ظَبيَةٌ مُوثَقَةٌ، فقالت: ادنُ مني يا رسولَ اللهِ، فدنا منها فقال: "حاجَتَكِ"، قالت: إنَّ لي خَشْفَينِ (الخشف: ولد الظبي) في ذلك الجبلِ، فحُلَّني حتَّى أذهبَ فأُرضعَهما، ثم أرجعَ إليكَ، قال: "وتفعلين؟ "، قالت: عذَّبني الله بعذابِ العِشارِ إنْ لم أفعلْ، فأطلَقَها، فذهبت فأرضَعَت خَشْفَيها، ثم رَجَعَت فأوثَقَها، وانتَبهَ الأعرابيُّ، فقال: لكَ حاجةٌ يا رسولَ اللهِ؟، قال: "نعم، تُطلِق هذه"، فأطلَقَها فخرجَت تَعدو وهي تقولُ: أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وأنك رسولُ اللهِ.
قال الحافظ: "ولم أقف لخصوصِ السَّلام على سندٍ". "موافقة الخُبرِ الخَبَرَ" (١/ ٢٤٥).
(١) في "ز": (ابن الأثير)، وهو خطأ.
(٢) لم أقف على كلام ابنِ كثيرٍ هذا، لكنه قال في "تحفة الطالب" (١٨٦): "هو حديثٌ مشهورٌ عند الناس، وليس هو في شيءٍ من الكتبِ الستةِ"، ثم ساقه من حديث زيد بن أرقم، وقال: "هذا الحديثُ متنُه فيه نكارةٌ، وسندُه ضعيفٌ".
(٣) روي من حديث أم سلمة، وأنس، وزيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري ﵃:
* أما حديث أم سلمة: فأخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٣١) رقم (٦٧٣)، من طريق أغلب بن تميم عن هشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة ﵂ به.
وإسناده ضعيفٌ جدًّا:
فيه أغلب بن تميم، قال ابن معين: "ليس بشيء" "الدوري" (٤/ ١٢٧)، وقال البخاري: "منكر الحديث" "التاريخ الكبير" (٢/ ٧٠).
* وأما حديث أنس: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٥/ ٣٥٨) رقم (٥٥٤٧)، ومن طريقه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (٣٧٦) رقم (٢٧٤)؛ من طريق عبد الكريمِ بنِ هلالٍ الجعفي عن صالح المُرِّيِّ عن ثابتٍ البنانيِّ عن أنسٍ ﵁ به.
وإسناده ضعيفٌ جدًّا:
فيه صالح المري، وهو متروك. تقدمت ترجمته في الحديث رقم (٨).
* وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (٣٧٥) رقم (٢٧٣)، والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٣٤)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤/ ٣٨٠)؛ من طريق الفلاس عن يعلى بن إبراهيم الغزال عن الهيثم بن جَمَّاز (في "الدلائل": حماد، وهو خطأ) عن أبي كثيرٍ عن زيد بن أرقم ﵁ به. =