قال البيهقيُّ:"وهو حَسَنٌ، لكنَّ ظاهِرَهُ الإكثارُ من أكلِ اللَّحمِ، وقِرانُه بالجملةِ الأُخرى كالدَّلالةِ على ذلك".
ولأبي نُعيمٍ في "الحِلية" من جهةِ سيَّارٍ (٢): حدَّثنا جَعفرُ (٣): سمعتُ مالكَ بنَ دِينارٍ يقولُ: "قرأتُ في الحِكمةِ: إنَّ الله يُبغِضُ كلَّ حَبرٍ سَمينٍ (٤) "(٥).
("وكذا قال الغزَاليُّ في "الإِحياءِ" (٦) ما نَصُّه: "وفي التَّوراةِ مكتوبٌ: إنَّ الله لَيبغِضُ الحبرَ السمينَ") (٧).
وفي الكَشَّافِ والبغوِيِّ والقُرطُبيِّ (٨) وغيرِها (٩)، عندَ قولِهِ تعالى في "الأَنعامِ": ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام: ٩١]: أنَّ مالكَ بنَ الصَّيفِ -من أَحبارِ اليهودِ ورُؤَسائِهم- قال له رسولُ الله ﷺ: "أنشُدُك بالذي أنزلَ التوراةَ
= وعبدُ الله بنُ عياشٍ هو القِتبانيُّ، وهو في عدادِ الضعفاءِ أيضًا؛ قال أبو حاتم: "ليس بالمتينِ، صدوقٌ، يكتَبُ حديثُه" "الجرح" (٥/ ١٢٦)، وضعفه أبو داود والنسائي "تهذيب الكمال" (١٥/ ٤١١)، وذكره ابنُ حبانَ في "الثقات" (٧/ ٥١). والحاصلُ: أنَّ كلًّا من الطريقين ضعيفٌ، لكنهما يصلحان بمجموعهما لتقويةِ هذا الأثرِ عن كعبٍ من قولِه. والله أَعلم. (١) وهو قولُ سفيانَ الثوريِّ: أخرجه ابن معين في "تاريخه - الدوري" (٤/ ٢٢٣) رقم (٤٠٧٠)، ومن طريقِه الدينوريُّ في "المجالسة" (٤/ ٢٤) رقم (١١٧٤)، والبيهقيُّ في "الشعب" (٧/ ٤٩٥)، بإسنادٍ صحيحٍ عنه. (٢) ابن حاتمٍ العَنَزي. تقدمت ترجمته. (٣) ابن سليمانَ الضُّبَعي. تقدمت ترجمته. (٤) في "ز": (يبغضُ الحبرَ السمينَ). (٥) "حلية الأولياء" (٢/ ٣٦٢) من طريقِ عبدِ الله بن أبي زيادٍ القَطَواني عن سيارٍ به. وإسناده ضعيفٌ لحالِ سيار بن حاتم. (٦) "إحياء علوم الدين" (٣/ ٧٩). (٧) ساقطة من "ز". (٨) "الكشاف" (٢/ ٤٢)، "معالم التنزيل" (٣/ ١٦٦)، و"الجامع لأحكام القرآن" (٧/ ٣٧). (٩) عزاه السيوطيُّ في "الدرِّ المنثورِ" (٣/ ٣١٤) لابنِ المنذرِ، وهو عندَ ابنِ أبي حاتمٍ في "تفسيره" (٤/ ١٣٤٢)، وأبي الليثِ السمرقنديِّ في "بحر العلوم" (١/ ٤٨٥)، والثعلبيِّ في "الكشفِ والبيان" (٤/ ١٦٨)، وابنِ الجوزي في "زاد المسير" (٣/ ٨٢).