(وأخرجه الدارقطنيُّ في "الأفراد"(١) مِنْ حديثِ عَنْبَسةَ البصري (٢)، عن عَمرِو بن ميمون، عن الزهريِّ، عن عروةَ، عنها رفعه:"الزِّنْجيُّ إذا شَبعَ زَنَى") (٣) وقال: غريبٌ.
وله شاهدٌ عنده في "الكبير"(٤) مِنْ حديثِ عَوْسَجَة (٥)، عن ابنِ عباسٍ قال: قيلَ يا رسول الله ما يَمْنَعُ حَبَشَ بني المُغيرةِ أنْ يَأْتُوكَ إلا أنهم يَخْشَونَ أنْ تَرُدَّهم، قال:"لا خَيْرَ في الحَبَشِ؛ إذا جاعُوا سَرَقُوا، وإنْ شَبِعُوا زَنَوا، وإنَّ فيهم لخُلَّتَين حَسَنَتَين (٦): إطعامِ الطعامِ، وبأسٍ عند البأسِ".
ورواه البزار (٧) بلفظ: "لا خَيْرَ في الحَبَشِ؛ إنْ شَبِعُوا زَنَوا، وإنَّ فيهم لخَصْلَتَين: إطعامِ الطعامِ، وبأسٍ عند البأسِ".
(١) كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (٥/ ٤٧٦ رقم ٦١٢١) وقال: غريبٌ من حديثه عنه عنها، تفرَّد به عنبسة البصري، عن عمرو بن ميمون عنه. ورواه من هذا الوجه: أبو سعيد الأشج في حديثه (ص ١٢٦ رقم ٥٢) من طريق عنبسة به. (٢) عَنْبسة بن مهران الحداد البصري؛ قال أبو حاتم: منكر الحديث. "الجرح والتعديل" (٦/ ٤٠٢ رقم ٢٢٤٤)، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، وفي حديثه من المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة. "المجروحين" (٢/ ١٧٧). فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه. (٣) ما بين قوسين ساقط من "ز". (٤) "المعجم الكبير" (١١/ ٤٢٨ رقم ١٢٢١٣) من طريق عمرو بن دينار، عن عوسجة به. (٥) عوسجة مولى ابن عباس الهاشمي؛ قال البخاري: روى عنه عمرو بن دينار ولم يصح. "التاريخ الكبير" (٧/ ٧٦ رقم ٣٤٧)، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور، وقال أبو زرعة: ثقة. "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٤ رقم ١٢٩). (٦) في سائر النسخ المعتمدة: خبيثتين، والتصويب من النسخة الخديوية (٧) كما في "كشف الأستار" (٣/ ٣١٦ رقم ٢٨٣٦) من طريق عوسجة، عن ابن عباس مرفوعًا به. وقال البزار: رواه غير واحد عن عمرو، عن عوسجة، مرسلًا … ولا نعلم روى عن عوسجة إلا عمرو بن دينار. والإسناد ضعيفٌ كما هو ظاهر عبارة البخاري، والله أعلم.