رسول الله ﷺ فرأى ناسًا يكْشِرون فقال:"لو أكثرتم ذكرَ هادمِ اللذات -الموت-، وإنه لم يأتِ على القبر يومٌ إلا وهو يقول: أنا بيتُ الوحدة وبيتُ الغُربة، أنا بيتُ التراب، أنا بيتُ الدود".
ولفظه عند العسكري: دخل النبي ﷺ مُصَلَّى فرأى ناسًا يَكْشِرون (١) فقال: "أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات، فأكثروا ذكرَ هادم اللذات".
وأنس ولفظه عنده (٢) أيضا: "أكثروا ذكرَ الموت، فإنكم إنْ ذكرتموه في غِنىً كدَّره (٣) عليكم، وإنْ ذكرتموه في ضيقٍ وسَّعه عليكم، الموت: القيامة؛ إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته، يرى ما له من خيرٍ وشر".
وفي لفظٍ لأنس عند ابن أبي الدنيا في "الموت"(٤) -بسندٍ ضعيفٍ جدًّا-: "أكثروا من ذكرِ الموتِ، فإنه يُمحِّصُ الذنوبَ ويُزهِّدُ في الدنيا".
وفي لفظٍ للبيهقي (٥) أنَّ النبي ﷺ مرَّ بقومٍ يضحكون ويمزحون، فقال:"أكثروا ذكرَ هادمِ اللذات".
= وعطيَّة العوفي؛ ضعيفٌ وخاصة في روايته عن أبي سعيد، كما سبق في الحديث (٢٣). فالإسناد ضعيف جدًّا. (١) الكَشْرُ: بُدُوُّ الأسنان عند التبسُّم. "لسان العرب" (٥/ ١٤٢). (٢) عزاه له السيوطي في الجامع الكِبير، كما في "كنز العمال" (١٥/ ٥٤٨ رقم ٤٢١٢٣). وقال: فيه داود بن المحبر -كذّاب- عن عنبسة بن عبد الرحمن -متروك متهم- عن محمد بن زاذان -قال البخاري: لا يُكتَبُ حديثُه-. ورواه الديلمي في مسنده -كما في "الغرائب الملتقطة"- من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زادان، عن أنس. بزيادة: "الموت القيامة، الموت القيامة"، وقال الحافظ ابن حجر: عنبسة وشيخه واهيان. (٣) في الأصل و"ز": (كثره)، والتصويب من "م"، وكلمة (عليكم) ساقطة من "ز". (٤) عزاه له العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (١/ ١٢٠١ رقم ٤٣٤٤) وقال: بإسنادٍ ضعيفٍ جدًّا. وأورده مشهور حسن سلمان فيما جمعه من كتاب "ذكر الموت" لابن أبي الدنيا (ص ٨١ - ٨٢ رقم ١٤٨) من غير إسناد. (٥) "شعب الإيمان" (٢/ ٢٤٦ - ٢٤٧ رقم ٨٠٢) من طريق عبد الأعلى بن حمَّاد النَّرسي، و (٦/ ٤٧٤ رقم ٤٤٩٣) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل؛ كلاهما عن حماد بن سلمة، =