وعَزَى المحبُّ الطبري في "الرياض النضرة"(١) الرفعَ -على الصحيح- للحاكمي (٢) من المرفوع عن معاذ بن جبل في حديثٍ أوله: "يا علي تَخصِمُ الناسَ بسبعٍ؛ وذكر منها: وأبْصَرَهَم بالقضيَّة".
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"(٣).
ونحوه عند أبي نعيم في "الحلية"(٤) عن أبي سعيدٍ رفعه: "يا علي لك سبعُ خصالٍ، لا يحاجُّكَ فيها أحدٌ".
وكلها واهيةٌ (٥)، وأثبَتُ منها كلها: أنه ﷺ لما بعث عليًّا إلى اليمن قاضيًا قال: يا رسول الله بعثتَني أقضي بينهم وأنا شابٌّ لا أدري ما القضاء، فضَرَبَ رسول الله ﷺ في صدره وقال:"اللَّهُمَّ اهدِهِ وثبِّتْ لسانه" قال: فوالذي فَلقَ الحبةَ ما شككتُ في قضاءٍ بين اثنين. رواه أبو داود،
(١) الرياض النضرة في مناقب العشرة (٣/ ١٤٣ - ١٤٤ رقم ١٤٧٤) فذكره وقال: أخرجه الحاكمي. (٢) هو رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني الحاكمي، له جزء: "أربعون في فضائل علي ﵁" ذكره المحب الطبري في مقدمة "الرياض النضرة" (١/ ١١) في الكتب التي نقل عنها. (٣) "الموضوعات" (٢/ ١٠٠ رقم ٦٤٠) من طريق بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن ثور ابن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل مرفوعًا بنحوه فذكره وقال: هذا حديثٌ موضوعٌ، والمتهم به بشر بن إبراهيم. (٤) "حلية الأولياء" (١/ ٦٦) من طريق عصمة بن محمد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا به. وعِصمة بن محمد المديني الأنصاري، قال أبِو حاتم: ليس بقوي. "الجرح والتعديل" (٧/ ٢٠ رقم ١٠٦)، وقال ابن معين: كان كذَّابًا يروي أحاديث كذِب، قد رأيته وكان شيخًا له هيئة ومنظر، من أكذب الناس. "سؤالات ابن الجنيد" (ص ١٩٩ رقم ٧٣٥)، وقال ابن عدي: كلُّ حديثه غير محفوظ وهو منكر الحديث. "الكامل" (٥/ ٣٧٣). فالإسناد ضعيف جدًّا بسببه. (٥) وقال أبو نعيم: حديث غيرُ ثابت. "الإمامة والرد على الرافضة" (ص ٢٧٩). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا الحديث لم يثبت، وليس له إسنادٌ تقوم به الحجة … "منهاج السُّنَّة" (٧/ ٥١٣).