للدِّينوريِّ من جهة شَيْبَان، عن أبي هلال (١) قال: عاد قومٌ بكْرَ بن عبد الله المزني فأطالوا الجلوس، فقال لهم بكر:(إنَّ المريضَ ليُعاد، والصحيحَ يُزار).
ومن جهة الأصمعي قال:"عاد قومٌ مريضًا في بني يشكر، فأطالوا عنده فقال لهم: إنْ كان لكم في الدار حقٌّ فخُذُوه"(٢).
ومن جهة الأصمعي أيضًا قال:"مَرِضَ أبو عمرو بن العلاء، فأتى أصحابُه إلا رجلًا منهم، ثم جاءه بعد ذلك فقال: إني أريدُ أنْ أسامركَ الليلة، فقال: أنتَ مُعافىً وأنا مُبتلىً، فالعافيةُ لا تدعك تسهر، والبلاءُ لا يدعني أنام، والله أسأل أنْ يسوقَ إلى أهل العافية الشكرَ، وإلى أهل البلاء الشكرَ (٣) "(٤).
= وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (ص ٦٧ رقم ٦٣)، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢١٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٢٢٧) من طرقٍ عن محمد بن سليم أبي هلال به. (١) أبو هلال؛ هو: محمد بن سليم الراسبي -بمهملة ثم موحدة- البصري، قال البخاري: ولم يكن من بني راسب إنما كان نازلًا فيهم، كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه وابن مهدي يروي عنه. "التاريخ الكبير" (١/ ١٠٥)، وقال ابن حجر: صدوقٌ فيه لين من السادسة … "التقريب" (٥٩٢٣). فمثله يُقبل منه ما كان من قبيل هذه الرواية، والله أعلم. (٢) "المجالسة وجواهر العلم" (٣/ ٢٣١ رقم ٨٧٣) حدثنا الحسن بن محمد الشيباني قال: سمعتُ الزيادي يقول: سمعتُ الأصمعى به. والقصة في "تهذيب الكمال" (٣٤/ ١٢٨). والحسن بن محمد الشيباني والزيادي لم أقف على ترجمتهما. (٣) كذا في جميع ما وقفتُ عليه من نسخ المقاصد، ووقع في "المجالسة" و"تهذيب الكمال": (الأجر)، وهو أولى، والله أعلم. (٤) "المجالسة وجواهر العلم" (٣/ ٢٣١ رقم ٨٧٤) حدثنا محمد بن يونس القرشي قال: سمعتُ الأصمعي به. ومحمد بن يونس أبو العباس الكديمي القرشي؛ قال عنه القاسم المطرِّز: أنا أُجاثِيهِ بين يدي الله ﵎ يوم القيامة، وأقول: إنَّ هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء. وقال الدارقطني: يُتهم بوضع الحديث. "سؤالات السهمي" (ص ١٠٥ رقم ٨٦، ٨٧). =