من القوم: اللَّهُمَّ (العَنْه)(١) من حديث محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا به (٢). وفي تفسير غافر من الكشاف: روي أن عمر بن الخطاب ﵁ افتقد رجلًا ذا بأس شديد من أهل الشام، فقيل له إنه يتابع الشراب، فقال عمر لكاتبه:"اكتب: مِن عمر إلى فلان، سلام عليك وأنا أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، بسم الله الرحمن الرحيم، ﴿حم … ﴾ إلى قوله: ﴿ … الْمَصِيرُ﴾ (٣)، وختم الكتاب وقال لرسوله: لا تدفعه إليه حتى يكون صاحيا، ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة؛ فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها ويقول: قد وعدني الله أن يغفر لي وحذَّرني عقابه (٤)، ولم يزل يردِّدُها حتى بكى، ثم نزع فأحسن النَّزْع وحسُنَتْ توبتُه، فلما بلغ (عُمَرَ أَمْرُه)(٥) قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم قد زلَّ زلَّةً، فسدِّدُوه ووفِّقُوه (٦) وادعوا له بالتوبة ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه"(٧).
(١) في الأصل: "اللعنه" وهو خطأ، والتصويب من (ز) و (م) و (د). (٢) في (ز): "به مرفوعًا" بتقديم وتأخير. (٣) وتمام الآيتين: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣)﴾ [غافر: ٢ - ٣]. (٤) في (م): "عذابه". (٥) في الأصل: "بَلَغَ عُمَرُ أَمْرَه" هكذا مشكولًا وهو خطأ، والمثبت من (ز) وهو مشكول أيضًا. وهو غير مشكول في (م) و (د). (٦) كذا في النسخ الثلاث، وفي المطبوع من الكشاف: "ووقِّفوه" بالقاف ثم الفاء، وهو الأظهر معنىً؛ لأن التوفيق بيد الله وحده. (٧) انظر: "الكشاف" (٥/ ٣٢٨). والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" رقم (١٨٤١٦) قال: ثنا موسى بن مروان الرقي ثنا عُمر بن أيوب؛ وأخرجه الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٢٦٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٩٧ - ٩٨)؛ من طريق كثير بن هشام؛ كلاهما (ابن أيوب وابن هشام) عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم فذكره. واقتصر ابن أبي حاتم إلى قوله: "وعدني أن يغفر لي". والإسناد رجاله رجال مسلم، لكن يزيدًا لم يدرك عمر وهو تابعي. فهو ضعيف لانقطاعه. وجاء في "الإتقان" للسيوطي (٥/ ١٩٣٩ في أمثال القرآن) نقلًا عن إبراهيم بن =