أورده أبو جعفر الطبري في مقدمة تاريخه عن ابن عباس من قوله:"الدنيا جُمعَةٌ من جُمَع الآخرة، كل يومِ ألفُ سنة"(١). وعلى تقدير صحته، فالأخبار الثابتة في الصحيحين -كما قالَ شيخنا- (تقتضي)(٢) أن تكون مدة هذه الأمة نحو الرُّبع أو الخُمس من اليوم، لما ثبت في حديث ابن عمر:"إنما أجلكم فيما مضى قبلكم كما بين صلاة العصر وغروب الشَّمس. . . " الحديث بمعناه (٣)، قال:"فإذا ضُم هذا إلى قول ابن عباس، زاد على الألف زيادة كثيرة، والحق أن ذلك لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى"(٤).
وأما حديث سعد بن أبي وقاص رفعه:"إنِّي لأرجو أن لا يُعجِز اللهُ أمتي أن يُؤَخِّرهم نصفَ يوم، وأنه قيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنةٍ"، الذي أخرجه أبو داود (٥) وصححه الحاكم (٦). . . . . . . . . . .
= قال ابن عدي: "ينفرد بمتون وبأسانيد مقلوبة". وقال ابن حبان: "كان من كبار عباد أهل الشام، غلب عليه الصلاح حتى غفل من حفظ الحديث وإتقانه، فلا يحتج به". انظر: "الميزان" (٢/ ١٨٧). (١) "تاريخ الطبري" (١/ ١٠) من طريق يحيى بن يعقوب عن حماد [بن أبي سليمان] عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ: "الدنيا جمعة من جمع الآخرة، سبعة آلاف سنة، فقد مضى ستة آلاف سنة ومائتا سنة، وليأتين عليها مئون من سنين ليس عليها موحد". قال الحافظ في "الفتح" (١١/ ٣٥٠): "يحيى هو أبو طالب القاص الأنصاري قال البخاري: منكر الحديث، وشيخه هو فقيه الكوفة وفيه مقال". اهـ. وشيخ الطبري: محمد بن حُميد الرازي، وهو ضعيف كما في "التقريب". وأخرجه من هذا الوجه: ابن أبي حاتم في "التفسير" رقم (١٧٤٢٥)، والطبري في "تهذيب الآثار" رقم (١١٧٦) بمثله أو بنحوه. (٢) في الأصل و (ز): "يقتضي" والمثبت من (م) والإمتاع. (٣) أخرجه البخاري في "صحيحه"، الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل رقم (٣٤٥٩) عنه نحوه. (٤) انظر: "الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع" (ص ١٠١)، و"أجوبة الحافظ" (ص ٧٤). (٥) "السنن"، الملاحم، باب: قيام الساعة رقم (٤٣٥٠) من طريق شريح بن عبيد عن سعد به، وسكت عليه. قال الحافظ في "الفتح" (١١/ ٣٥١): "رواته ثقات إلا أن فيه انقطاعًا". (٦) "المستدرك" (٤/ ٤٢٤) من طريق ابن أبي مريم عن راشد بن سعد عن سعد به نحوه. وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". فقال الذهبي: "لا والله، =