سعيدِ بن سُليمانَ الرَّبعيِّ (١)، عن أبي مَودودَ يزيدَ بن نَعامَةٍ السَّهميِّ البصريِّ (٢) به مرفوعًا، وقال: إنه غريبٌ لا نعرفه إلا مِنْ هذا الوجهِ، ولا نَعرِفُ ليزيدَ سماعًا مِنَ النبيِّ ﷺ. انتهى.
وجَزَمَ أبو حاتم بأنه لا صحبةَ له، وغلَّطَ البخاريَّ في إثباتِها له (٣).
وكذا قال ابنُ حبان: إنَّ له صحبة (٤).
وقال البغويّ: اختُلِفَ فيها (٥).
غيرَ أنَّ أبا بكرِ بن أبي شيبةَ أخرجَ حديثَه في مسندِهِ (٦).
قال الترمذيُّ: ويُروى عن ابنِ عُمرَ مرفوعًا نحوه، ولا يصحُّ إسنادُهُ (٧). انتهى.
(١) سعيد بن سلمان أو ابن سليمان الرّبعي، لم يروِ عنه إلا عمران القصير، كما في "الميزان" (٢/ ١٤١ رقم ٣٢٠٠)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٣٦٥)، وقال ابن حجر: مقبول من السابعة. "التقريب" (٢٣٢٥). (٢) ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٨/ ٣١٣ - ٣١٤ رقم ٣١٤٤) في عداد الصحابة، وقال الحافظ ابن حجر: ولكنْ في قول أبي حاتم -: "أنَّ البخاريَّ أثبَتَ صُحبَتَه"- نظر، فإنَّ الترمذي قال في "العلل": سألتُ محمدَ بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هو حديثٌ مرسل، وكأنه لم يجعل يزيد بن نعامة من الصحابة. "تهذيب التهذيب" (١١/ ٣١٩)، وقال أيضًا: مقبول من الثالثة ولم يثبت أنَّ له صحبة. "التقريب" (٧٧٨٦). وانظر: "علل الترمذي الكبير" (ص ٣٥٤ رقم ٦١٢). (٣) "الجرح والتعديل" (٩/ ٢٩٢ رقم ١٢٤٧) فقال: تابعي لا صحبة له، حكى البخاري أنَّ له صحبة وغَلِطَ، وقال عنه: صالح الحديث. (٤) "الثقات" (٥/ ٥٤٥) فذكره في عداد الصحابة. (٥) "معرفة الصحابة" (٥/ ٢٧٨١)، وقال مثل ذلك الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٢٤٤). (٦) لم أجده في المطبوع من المسند، وقد أخرجه في المصنف كما تقدم. وقال البوصيري: رواه أبو بكر بن أبي شيبة مرسلًا بسند صحيح، والله أعلم. "إتحاف الخيرة المهرة" (٥/ ٤٩٧ رقم ٥١١٠). وقد تبيَّن مما سبق أنَّ الحديثَ فيه علتان: ١ - يزيد بن نعامة لا تُعرف له صحبة، على القول الراجح. ٢ - سعيد بن سلمان لم يروِ عنه إلا واحد، ولم يوثِّقه غيرُ ابن حبان، ولم يُتابع هنا. (٧) "جامع الترمذي" (الزهد، باب ما جاء في إعلام الحب رقم ٢٣٩٢). =