الدارقطني في "الأفراد"(١) من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر، وقال:"إنه باطل؛ لا يصح عن عمرو ولا عن ابن عيينة؛ ولعله شُبِّه (٢) على محمد بن ماهان (٣)؛ يعني: إذ رواه عن أبي مسلم المستملي (٤) وإبراهيم بن بشار (٥) كلاهما عن ابن عيينة" انتهى.
قال العسكري:"وأراد ﷺ أنه لا يهجم على قلب المخبر من الهلع بالأمر والاستفظاع له مثل ما يهجم على قلب المعاين".
قال: "وطعن بعض الملحدين في حديث موسى ﵇(٦) فقال: لم يصدق ما أخبره ربه. وليس في هذا ما يدل على أنه لم يصدق أوشك فيما أخبره، ولكن للعيان روعة هي أنكأ للقلب وأبعث لِهَلَعِه من المسموع.
قال (٧): ومن هذا قول إبراهيم ﵇ ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ [البقرة: ٢٦٠].
أي: بيقين النظر؛ لأن للمشاهدة والمعاينة حالًا ليست لغيره، وقد أخبرنا ابن دريد (٨)
= وجاء أيضًا من حديث ابن عباس السابق بهذا اللفظ أخرجه البزار في "المسند" (١١/ ٣٣٩)، (ح ٥١٥٥). (١) (٢/ ٣٥٨). (٢) في الأصل: "اشتبه" وفي (د) و (م): "شبه"، وهو الموافق لما في المصدر. (٣) محمد بن أحمد بن ماهان البلخي، يروى عن المكي بن إبراهيم، روى عنه أهل بلده. "الثقات" لابن حبان (٩/ ١٥٤). (٤) عبد الرحمن بن يونس بن هاشم، أبو مسلم، المستملي، البغدادي، مولى المنصور، صدوق طعنوا فيه للرأي. من العاشرة. مات سنة أربع وعشرين أو بعدها خ. "التقريب" (ص ٦٠٥). (٥) هو: الرّمادي، أبو إسحاق البصري، حافظ له أوهام، من العاشرة، مات في حدود الثلاثين د ت. "التقريب" (ص ١٠٥). (٦) يعني بذلك: تكملة حديث الترجمة وهو: "إنّ اللهَ ﷿ قَال لِموسى ﵇: إنّ قوْمَك فعَلُوا كذا وكذا فلم يُبَال، فلمَّا عاين ألقى الألوَاح عليه". (٧) أي: العسكري. (٨) أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية، الأزدي البصري، صاحب التصانيف، له شعر جيد. ولد سنة (٢٢٣ هـ) توفي سنة (٣٢١ هـ)، وله ثمان وتسعون سنة. =