وعند عبدِ الله بن أحمدَ في "زوائد الزهد"(١)، وغيرِه مِنْ حديثِ عبدِ العزيز بن أبي رَوَّاد (٢) قال: "يجتمعُ الخضرُ وإلياسُ ببيتِ المقدسِ في شهر رمضانَ مِنْ أوَّلِهِ إلى آخره، ويُفطران على الكَرَفْس (٣)، ويُوافيان المَوسمَ كلَّ عام". وهو مُعضلٌ.
ومثله ما يُروى عن الحسنِ البصريّ قال:"وُكِّلَ إلياسُ بالفَيَافي، والخضرُ بالبُحُور، وقد أُعطيا الخُلْدَ في الدنيا إلى الصيحةِ الأولى، وإنهما يَجتَمِعان في مَوسمِ كلِّ عامٍ"(٤).
إلى غيرِ ذلك مما هو ضعيفٌ كلُّه؛ مرفوعُهُ وغيرُه.
وأودَعَ شيخُنا ﵀ في "الإصابة"(٥) له أكثَرَه.
بل لا يثبُتْ منه شَيءٌ (٦).
= وأبان؛ هو ابن أبي عياش البصري، قال شعبة: لأَنْ أرتكبَ سبعينَ كبيرة أحبُّ إليَّ من أنْ أحدِّثَ عن أبان بن أبي عياش."لجرح والتعديل" (١/ ١٣٤)، وقال ابن حجر: متروك. "التقريب" (١٤٢). فالإسناد ضعيف جدًّا. (١) عزاه له الحافظ ابن حجر في "الزهر النضر" (ص ١٠٥ رقم ٨٤) وقال: هذا معضل. ولم أجده في المطبوع من "الزهد". (٢) عبد العزيز بن أبي روَّاد -بفتح الراء وتشديد الواو-؛ صدوقٌ عابدٌ ربما وهم ورمي بالإرجاء، من السابعة مات سنة تسع وخمسين خت. "التقريب" (٤٠٩٦). (٣) الكَرَفْس -بفتح الكافِ والراءِ-: بَقْلٌ عَظِيمُ المَنَافِع. "القاموس المحيط" (ص ٥٧٠). (٤) أورده ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٩/ ٢١٠) معلقًا، وأورده ابن حجر في "الإصابة" (٣/ ٢٣٩)، وفي "الزهر النضر في أخبار الخضر" (ص ٧٤ رقم ٣١) معلقًا بصيغة التمريض. (٥) وذلك في ترجمة الخضر من "الإصابة" (٣/ ٢٢٧ - ٣٠٣)، وقد ألَّفَ ابنُ حجرٍ رسالةً في ذلك سَمَّاها: "الزهر النضر في أخبار الخضر"، وهي مطبوعة في مجمع البحوث الإسلامية بالهند. (٦) قال ابن القيم: الأحاديث التي يُذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب، ولا يصحُّ في حياته حديثٌ واحد. فذكرها، ثم قال: سُئِل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باقٍ فقال: من أحالَ على غائبٍ لم ينتصف منه، وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان. وسُئِلَ البخاريُّ عن الخضر وإلياس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا =