بخاتمة الخير، ولم أجد له أصلًا، حتى ظفرت به في "الحلية"(١) من طريق الصلت بن عاصم المرادي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: لما أهبط الله آدم إلى الأرض استوحش لفقد أصوات الملائكة، فهبط عليه جبريل ﵇، فقال: يا آدم! هلا أعلمك شيئًا تنتفع به في الدنيا والآخرة، قال: بلى، قال: قل: "اللَّهُمَّ أدم لي النعمة حتى تهنيني (٢) المعيشة، اللَّهُمَّ اختم لي بخير حتى لا تضرني ذنوبي، اللَّهُمَّ اكفني مؤنة الدنيا وكل هول في القيامة حتى تدخلني الجنة"(٣).
قلت: بل يروى في أدعيته ﷺ الدعاء بخاتمة خير، وقد سلف عنه وعن أبي بكر الصديق في "الأعمال بالخواتيم"(٤).
ورأى بعض الصالحين النبي ﷺ في النوم، فقال: يا رسول الله! ادع لي، قال: فحسر عن ذراعيه، ودعا له كثيرًا، ثم قال:"ليكن جل ما تدعو به: اللَّهُمَّ اختم لنا بخير". رواه ابن أبي الدنيا في "المنامات"(٥).
ومما قال بعض السادات أنه ينفع في ذلك: قول "يا حي
= والأصول، والفقه، والآداب وغيرها نظمًا ونثرًا، وربما استفاد في بعض كتبه من الحافظ ابن حجر العسقلاني. ولد (٧٧٣ هـ)، وقيل: (٧٧٥ هـ)، وتوفي في رمضان (٨٤٤ هـ) ببيت المقدس. انظر: "الضوء اللامع" (١/ ٢٨٢ - ٢٨٨)، "البدر الطالع" (١/ ٤٩ - ٥٢)، رقم (٣٠). (١) رواه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢٨)، وابن عساكر (٧/ ٤٣٠) -من طريق ابن أبي الدنيا-. وإسناده لا بأس به إلى الصلت بن عاصم المرادي، وهو وأبوه لم أقف على ترجمتهما، والأثر بالإسرائيليات أشبه، ووهب بن منبه معروف بالأخذ عن أهل الكتاب وصحف الأنبياء السابقين. انظر: "تاريخ دمشق" (٦٣/ ٣٦٦ - ٤٠٣)، رقم (٨٠٧٦)، و "تهذيب الكمال" (٣١/ ١٤٠ - ١٦١)، رقم (٦٧٦٧). (٢) من الهنأ، وهو إصابة خير من غير مشقة؛ أي: تطيب لي. انظر: مقاييس اللغة (ص ١٠٣٧). (٣) نقله المؤلف في "الضوء اللامع" (١/ ٢٨٥) عن الفوائد التي سطرها عن ابن رسلان، فقال: "عندي من نظمه وفوائده الكثير، ومن ذلك قوله: .. " فذكره. (٤) انظر: الحديث رقم (١٣٣). (٥) "المنامات" (١٢٧)، وفي إسناده سقط راو آخر السند.