وقال الإمام أحمد:"إنْ لم يكونوا أصحابَ الحديثِ، فمَنْ هم؟! "(٢).
وقال بلال الخوَّاص (٣) -فيما رُوِّيناه في "مناقب الشافعي"(٤)، ورسالة القُشَيري (٥) -: "كنتُ في تِيه بني إسرائيل، فإذا رجلٌ يُماشيني، فتعجَّبتُ به وأُلهِمتُ أنه الخضر، فقلتُ له: بحقِّ الحقِّ مَنْ أنتَ؟ قال: أنا أخوكَ الخضر، فقلتُ له: أريدُ أنْ أسألك. قال: سَلْ. قلتُ: ما تقول في الشافعيِّ؟ قال: هو مِنَ الأوتاد. قلتُ: فما تقولُ في أحمدَ؟ قال: رجلٌ صِدِّيقٌ. قلتُ: فما تقولُ في بِشرِ بن الحارثِ؟ قال: رجلٌ لم يُخلق بعده مثله. قلتُ: فبأيِّ وسيلةٍ رأيتُكَ؟ قال: ببِرِّك أمّكَ"(٦).
(١) رواه الدِّينَوَري في "المجالسة" (٢/ ١٨٢ رقم ٣٠٢) عن الحارث بن أبي أسامة، عن يزيد بن هارون. (٢) قال النووي -في شرح حديث "لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم"-: وأما هذه الطائفة؛ فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إنْ لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري من هم؟! "شرح صحيح مسلم" (١٣/ ٦٦). (٣) بلال الخوَّاص الصوفي؛ قال السُّلمي في "تاريخ الصوفية": كان من متأخري مشايخ الصوفية ببيت المقدس. "الوافي بالوفيات" (١٠/ ١٧٧). (٤) لم أجد هذه القصة فيما وقفتُ عليه مِنْ كتبِ "مناقب الشافعي". (٥) "الرسالة القشيرية" (ص ٤٠٥) من طريق محمد بن عبد الله الرازي قال: سمعت بلالًا الخواص يقول: فذكره. ومحمد بن عبد الله بن عبد العزيز أبو بكر الرازي الصوفي، قال الذهبي: متهم، طعن فيه الحاكم، ولأبي عبد الرحمن السُّلمي عنه عجائب وبلايا. "المغني في الضعفاء" (٢/ ٦٠٣ رقم ٥٧٢٠). (٦) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥/ ٣٣٨) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعتُ بلال الخواص يقول: .. فذكره. وأورده الحافظ ابن حجر في "الزهر النضر في أخبار الخضر" (١/ ١٥٢ رقم ١٤٢)، وفي "الإصابة" (٢/ ٣٣٠). وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن عبد الله الرازي متهمان، كما تقدم. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -عن هذه الألفاظ-: فجميع هذه الألفاظ؛ لفظ الغوث والقطب، والأوتاد، والنجباء، وغيرها؛ لم ينقل أحد عن النبي ﷺ بإسنادٍ =